كانت الصحف الورقية مع حلول إجازات أعياد الفطر والاضحى تحتجب عن الصدور حتى انتهاء إجازة العيد، لكن مع ظهور الصحافة الالكترونية لم يعد بإمكان مسؤوليها وصحفييها أخذ قسط من الراحة كغيرهم من زملاء المهنة.
وخلال الأعوام الأخيرة زاد الاقبال على متابعة الصحافة الألكترونية في اليمن والعالم، وتحولت المواقع الإخبارية إلى مزود رئيسي للأخبار لوسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، فضلا عن أن متابعي المواقع وجمهورها في ازدياد مستمر، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كل تلك، إضافة إلى حضور المنافسة الالكترونية، تحتم على إدارات التحرير في المواقع الالكترونية مضاعفة جهودهم خلال الأعياد في ظل رغبة بعض العاملين في قضاء إجازة العيد مع أهاليهم وأسرهم، وعدم وجود أعداد كافية من المحررين الصحفيين الذين يغطون مساحة الغياب.
وأمام المهام المضاعفة التي يواجهها مسؤولو التحرير في الصحافة الالكترونية، تحدث “يمن ديلي نيوز” إلى عدد من مسؤولي التحرير في المواقع الإخبارية، وسألهم حول مواكبتهم للأحداث والتغطيات الصحفية وكيف يوفقون بين العمل الصحفي وإرضاء أسرهم وأطفالهم.
ضغط.. ولكن!
يقول مدير تحرير موقع “26 سبتمبر نت” الناطق باسم الجيش اليمني (رسمي)، “راجي عمار”: نحن كموقع رسمي متحدث باسم وزارة الدفاع فإن الضغط يزداد بشكل كبير خلال الأعياد ونقص المحررين الصحفيين.
وأضاف في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: من المعروف أن الأخبار العسكرية تزاد كثافة خلال أيام الأعياد نظرا للزيارات القيادات العسكرية للمواقع ومعايدة المقاتلين في الميادين والجبهات والمناطق العسكرية، إضافة الى تغطية اخبار القيادات السياسية العليا وهذه كلها بحاجة مواكبة أولا بأول.
وأردف: “هذا الضغط من دون شك، يجعلنا ننهمك في العمل لفترات طويلة، تمتد من الصباح حتى وقت متأخر من الليل للمتابعة وأخذ التصريحات، ومتابعة القادة والمصادر، وتغطية أخبار الرئاسة ورئاسة الوزراء والأخبار العامة”.
ولمواجهة هذه الضغوط في التغطية والمواكبة الإخبارية يضطر مدير تحرير 26 “سبتمبر نت” لمضاعفة ساعات عمله، وتوزيع مناوبات وتوزيع الأعمال بين المحررين المتواجدين.. مردفا: هذا بلا شك مرهق جدا، لكنه يساعد في تسهيل انجاز العمل”، حد قوله.
وتابع: “ضغط العمل ينسينا الاستمتاع بإجازات الأعياد، ونكون بعيدين عن الطقوس العيدية الخاصة، والاجتماع مع الأهل والأولاد، لكن ورغم ضغط العمل إلا أننا نؤمن أن مانقوم به هو جهاد ونضال ويجب أن نفاخر به، لأننا نناضل من أجل قضية عادلة، تتمثل في استعادة الدولة وانهاء إنقلاب جماعة الحوثي، التي سلبت حياة وأفراح اليمنيين وأعيادهم”، حد وصفه”.
وعبر “عمار” عن تقديره لموقع “يمن ديلي نيوز”، الذي قال إنه “استطاع في فترة وجيزة أن يشكل رافدا هاما، وإضافة نوعية في عالم الصحافة الالكترونية وبشهادة الجميع”.
نصف فريق
مدير تحرير موقع “يمن مونيتور” (المستقل) “عدنان هاشم” من جانبه يقول: “عادة في أيام الأعياد تكون متابعة الأخبار قليلة وبسيطة في اليمن، في ظل انشغال الناس في الأعياد والزيارات”، لذلك يعمل موقعه بنصف العدد خلال إجازة العيد، حتى يعود الفريق إلى العمل في وضعه الطبيعي”.
وطبقا لـ”هاشم” الذي تحدث لـ”يمن ديلي نيوز” فإن فريق موقع “يمن مونيتور” يركز خلال أيام العيد على أهم الأخبار المحلية والعربية، في حين تكون جل التغطية مرتبطة بالعيد وأجواء العيد إلى جانب تغطية الأحداث المهمة.
إيجابية النزوح
بدوره، يتحدث سكرتير تحرير موقع “المصدر أونلاين” (مستقل) “نايف القداسي” عن ظروف نزوح واغتراب أحدثت تغييرا في عمل الصحفيين ومنهم مسؤولي التحرير في الصحف والمواقع الالكترونية.
ويقول لـ”يمن ديلي نيوز”: ظروف النزوح والاغتراب، ربما حدّت من مشكلة نقص الطاقم، لكن دعنا نخرج من بؤس الاغتراب جانبا إيجابيا، حيث أن مشكلة الصحفي الذي كان يسافر إلى القرية لقضاء إجازة العيد، ويخرج عن التغطية لأيام وربما أسابيع وينقطع عن العمل لم تعد موجودة”!.
ويضيف “القداسي”: “الصحفيون حاليا مغتربين ونازحين، ويظل الصحفي على اتصال بالإنترنت للتواصل مع أهله، ويشتغل بشكل طبيعي، يتقصى في الحقائق ويبحث عن المعلومات ويمضي عليه العيد كيوم عادي للأسف”.
ويستدرك قائلا: “وبرغم ذلك يظل العجز موجودا خلال فترة العيد، وتتم تغطيته عن طريق الخطة المسبقة، والتي تشمل إجراءات توزيع المهام والمناوبات بين المحررين لضمان تغطية مستمرة، والاستعانة بصحفيين من خارج الطاقم، والتركيز على المواد الجاهزة والمعدة مسبقا”.
وقال إن “المناوبين يركزون على الأخبار المحلية عن طريق التواصل المستمر مع فريق المراسلين المنتشر في شتى المحافظات، بالإضافة إلى التقارير الاجتماعية والثقافية، والأخبار ذات الأهمية في الملفات الأخرى”.
وبشكل عام، يرى “القداسي” أن “التطور التكنولوجي سهل العمل خلال هذه الفترات والمناسبات، إذ يمكن أن يظل معظم الفريق على اتصال بغض النظر عن مكان تواجدهم”.