كشف قائد محور بيحان، اللواء مفرح بحيبح، عن خدعته التي قال إنها أوقفت تقدم مسلحي جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، صوب مدينة مأرب عبر محور “حريب”، في مارس/آذار من العام 2015م.
وقبل حديثه عن إيقاف تقدم الحوثيين، عبر حريب، قال اللواء “بحيبح”، في حديثه ضمن الحلقة الثانية من “بودكاست بّران”: “لو أن الحوثي بقي في صنعاء، لربما حكم اليمن بدون قتال، لكنه انطلق يقتل ويفجر حتى كسب عداوة اليمن”.
وأضاف: “نحن أبناء مأرب جزء من الشعب، وقررنا بأن لا نرضخ لهذا الإنقلاب مهما كانت قوته، واجتمعنا في مأرب كأحزاب سياسية، وقبائل واتفقنا اتفاق تام على مقاومة الحوثي والدفاع عن مأرب وعدم القبول أو الاعتراف به”.
وأشار “بحيبح” إلى أنه وعقب الإنقلاب الحوثي، اجتمع مع مشائخ مراد، علي القبلي، وغالب الأجدع، وناقش معهم الوضع واتفقوا على بناء جيش وطني، يكون أبناء مراد جزء منه، وداعمين له”.
وذكر أن “أبناء قبيلة مراد عامة في مارب وصنعاء، اتفقوا على عدم السماح للحوثي بدخول مناطقهم أو المرور عبرها”، مشيرًا إلى أن المواجهات بدأت بينهم وبين الحوثيين في قانية (جنوب مأرب) في مارس/آذار 2015، عقب محاولة الجماعة التقدم باتجاه مأرب، حيث كانوا يقاتلون الحوثي حينها مع جموع قبلية مسلحة وتمكوا من كسره ودحره، وكان ذلك قبل تدخل التحالف بأيام”، حسب قوله.
التقدم عبر حريب
وأردف: “بعد كسر الحوثي في قانية، انسحب نحو شبوة، واتجه للتقدم صوب مأرب عبر شبوة وحريب عقب مواجهات مع قبائل حريب ومأرب في بيحان”.
وقال: “حينها تواصلت بالشيخ يحيى بن مناع الشريف، وهو أحد وجهاء أسرة الشريف في حريب، (وهو موالٍ للحوثيين)، وسألته عن هدف الحوثي من السيطرة على حريب، وهل له نوايا على التقدم نحو الجابة، وطلبت منه التوسط على منع تقدم الحوثي باتجاه الجوبة”.
وبحسب حديث “بحيبح”، أجاب الشيخ “مناع” بأن لا قدرة له على منعهم أو توسط لديهم، وأن على الشيخ مفرح، وقبائل مراد على فتح الطريق أمام الحوثي ليعبر باتجاه مأرب، منوهًا إلى أن سيطرة الحوثي على مدينة حريب في مارس/آذار 2015م، شكلت خطر على مأرب كونها واحدة من أهم مديريات المحافظة”.
وأضاف: “طلبت من يحيى بن مناع أن يتوسط لدى الحوثي لمنحنا مهلة حتى نبلغه قرارنا بشأن فتح الطريق أمامه، وخلال تلك المهلة، قمنا بترتيب قواتنا في ملعاء وشَرِقَ (غرب حريب)، وأسسنا مطارح قبلية لنا وللشيخ غالب الأجدع وقبيلته آل جناح”.
وبعد انتهاء المهلة اتصل “مناع الشريف” باللواء مفرح بحيبح، معتقدًا أنهم حسموا أمرهم بعدم مواجهة الحوثي، لكن “بحيبح” أخبره بأنهم على استعداد لمواجهته، فقال “الشريف”، مخاطبًا “مفرح”: “طلبت المهلة لترتيب صفوفكم”، فرد عليه: “أبناء مراد رفضوا السماح للحوثي بدخول بلادهم لو تمر على أجسادهم جنازير الدبابات”.
وبهذا تمكن اللواء “مفرح بحيبح”، من خداع الحوثي كون “الحرب خدعة”، وقال إنهم بذلك “نجحوا في إيقاف تقدم الحوثي باتجاه مأرب عبر حريب”، مؤكدًا أنه “لا توجد حاضنة للحوثي في حريب وكانت هناك مقاومة شرسة تقودها قبيلة آل عقيل بقيادة الشيخ أحمد بن صالح العقيلي رحمه الله”.
تحييد الأشراف وتحرير بيحان
واستدرك: “فقط كانت قبيلة الأشراف موالية للحوثي، لكن نجحتُ في تحييدها، فكنت على تواصل مستمر بالشيخ يحيى بن مناع، وبقية وجهاء وأعيان الأشراف في حريب”.
وتابع: “في 19 مارس/آذار 2016م، نجحنا في تحرير حريب بأقل تكلفة من خلال التنسيق وتحييد الحاضنة للحوثي فيها، وتم خلال ساعات تحرير حريب ومديرية عين وأجزاء من عسيلان وبيحان غرب محافظة شبوة".
ومضى قائلا: “لم يتضرر مواطن في حريب من عملية التحرير، فبعد تنسيق محكم انطلقت، وكنت أقود عملية التحرير باتجاه مدينة حريب، والشيخ أحمد صالح العقيلي وقبيلته يقودون عملية التحرير شمال حريب وعين ونجد مرقد، والتقينا في جبل شقير في مديرية عين، والفجر تمكنا من تحريره، والصباح استقبلنا اللواء عبدالرب الشدادي، وزار المناطق المحررة إلى ما بعد نجد مرقد في شبوة".
حزبي الإصلاح والمؤتمر
وعن آداء حزب الإصلاح ودوره في المعركة ضد الحوثيين، يقول اللواء مفرح بحيبح، إن “الإصلاح له دور فعال في المقاومة الشعبية اليمنية، لكن عيبه الوحيد هو عدم القبول بالآخر”، مؤكدًا أنه “لا يمكن لأي حزب أن يغطي مكان الإصلاح، في مقاومته للحوثيين”.
أما حزب المؤتمر الشعبي العام، والذي كان يقوده الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، قبل مقتله على يد الحوثيين في منزله بصنعاء في العام، يقول “بحيبح”: “المؤتمر قوة حقيقية لكن مشكلته أنه يمثله، شخص فقط وإذا سقط ذلك الشخص سقط الحزب كله”.