تسألني جدتي قبل أيام: من هو النبي الذي يحبه إبليس وطلب شفاعته، استغربت السؤال ولم أسمع عن هذا الموضوع سابقاً، ولا أعرف الإجابة، أرجو مساعدتي في معرفة من هو النبي الذي يحبه إبليس؟
أهلاً وسهلاً بك السائل الكريم. ذكر السيوطي في الدر المنثور، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والغزالي في الإحياء، وابن الجوزي في تلبيس إبليس؛ ذكروا جميعهم القصة التي روت ما حصل بين نبي الله موسى -عليه السلام-، وإبليس.
إذ جاء فيها أن إبليس طلب من موسى -عليه السلام- الشفاعة له عند الله -سبحانه-؛ فدعا له نبي الله موسى -عليه السلام- ربه، فقبل الله -تعالى- منه الدعاء؛ على أن يسجد إبليس لقبر آدم -عليه السلام-؛ فرفض إبليس ذلك مستنكراً؛ إذ لم يسجد له حياً فكيف يسجد له ميتاً!.
وبعد ذلك أوصى إبليس نبي الله موسى -عليه السلام- بثلاث وصايا؛ جزاءً له على طلبه للشفاعة؛ فأوصاه بأن يبتعد عن الغضب، والتولي يوم الزحف، والخلوة بالمرأة التي لا تحل له، مبيناً له أن تواجده -أي إبليس- في هذه المواقف يكون أكثر من غيرها. ومن الجدير بالذكر أن هذه الوصايا ثبتت عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ بعدد من الأحاديث الصحيحة الثابتة.
ما هي نصائح إبليس لموسى عليه السلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل الكريم يريد ما ذكره السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان: عن ابن عمر قال: لقي إبليس موسى فقال: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليماً… إذا تبت، وأنا أريد أن أتوب فاشفع لي
إلى ربي أن يتوب علي، قال موسى: نعم، فدعا موسى ربه فقيل: يا موسى قد قضيت حاجتك، فلقي موسى إبليس، قال: قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك، فاستكبر وغضب وقال: لم أسجد له حياً أسجد له ميتاً…؟ ثم قال إبليس: يا موسى
إن لك علي حقاً بما شفعت لي إلى ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن: اذكرني حين تغضب فإني أجري منك مجرى الدم، واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته حتى يولي، وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها.
وقد ذكر هذه القصة ابن عساكر بسنده في تاريخ دمشق، كما ذكرها الغزالي في الأحياء وابن الجوزي في تلبيس إبليس، فقد حذره من ثلاث مسائل هي: الغضب، والتولي يوم الزحف، والخلوة بالأجنبية، وهذه المسائل ورد التحذير منها عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة.
والله أعلم.