ودّع جمال الدرة، والد الطفل الراحل محمد الدرة، شقيقيه، نائل وإياد، اللذين ارتقيا يوم الأحد، من جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بعد 23 عاماً على ارتقاء طفله، الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى عام 2000.
وانتشر مقطع فيديو للدرة وهو جالس إلى جانب الجثمانين، مردداً الدعاء لشقيقيه ولكل القتلى بالرحمة. وتوجّه إليهما قائلاً: "احجزا لي مكاناً جنبكما"، ودعا الله أن يلهمه الصبر على فراقهما. وأعاد رواد وسائل التواصل الاجتماعي تداول صورة جمال الدرة مع ابنه محمد، حيث كان يصرخ "مات الولد"، بعد أن استهدفته قوات إسرائيلية، إلى جانب صورة له اليوم، داعين إلى "حفظ هاتين الصورتين جيداً".
الدرة أيقونة انتفاضة 2000 وعلى مرأى من العالم، رحل الطفل الفلسطيني محمد الدرّة برصاص الجيش الإسرائيلي، حيث كان المصوّر طلال أبو رحمة في المكان المناسب ليرصد الجريمة التي وثّقتها كاميراته.
واحتمى جمال الدرّة ونجله ببرميل اسمنتي، ووضع الرجل الذي لم يدرك لماذا يتم إطلاق النار، نجله خلف ظهره.
ويروي أنه كان يصرخ باتجاه الجنود الإسرائيليين ويرفع يده التي اخترقها الرصاص وبقيت آثاره دليلًا على الجريمة.
وبعد 23 عامًا ما زال الطفل محمد الدرّة صورة أيقونية تختزل معاناة شعب والجرائم التي تسجل بحقهم.
فبحسب بيانات رسمية فلسطينية، قتل الجيش الإسرائيلي 2276 طفلًا فلسطينيًا منذ رحيل الطفل محمد الدرّة، 727 طفلًا من بينهم قتلتهم إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى.
أما العام 2014، فقد كان أكثر الأعوام دموية على الأطفال الفلسطينيين بمقتل 546 طفلًا بالرصاص الإسرائيلي.