يرغب البعض في فقدان الوزن الزائد من أجسادهم، لكنهم يكرهون فكرة البقاء عدة أشهر في حالة من الجوع، يحرمون خلالها أنفسهم من أطباقهم المفضلة. لكن هل يمكن أن يحرق الإنسان الدهون الزائدة في جسده، وفي الوقت نفسه، يأكل ما يستطيب من الطعام؟
الإجابة المختصرة هي “نعم”، وفق ما تقول خبيرة الحمية الغذائية سارة بوكهارت لصحيفة “الصن” البريطانية.
وذكرت بوكهارت أن العامل الرئيسي في خسارة الوزن بعيدا عن القيود الشديدة هو فهم كيفية عمل الحمية الغذائية.
ولفتت إلى أنه بفضل الحملات الدعائية الخاصة بشركات الحميات الغذائية التي وصفتها بـ”البدعة”، أصبحت غالبيتنا تعتقد أن خسارة الدهون نتيجة للقيود على طعامنا وحتى تجويع أنفسنا.
وقالت إن الأخبار الجيدة هي أن “هذا الأمر غير صحيح”.
وأوضحت أن تحقيق خسارة الوزن يعود إلى أمر واحد فقط هو إحداث نقص في السعرات الحرارية، بكلمات أخرى: علينا أن نستهلك سعرات بشكل أقل مما نستهلكه يوميا.
وبمجرد أن يفهم الشخص التوازن اليومي بشأن الحمية، يمكنه أن يجعلها متناسبة مع أسلوب حياته دون الحاجة إلى التجويع.
ما هي الخطوات العملية للوصول إلى هذه المرحلة؟
تحرك أكثر: إن الحركة البدنية هي العنصر الحاسم في حرق الدهون.
تقول خبيرة التغذية إن أول شيء يفعله معظم الناس عندما يريدون حرق الدهون هو التوقف عن تناول الكثير من الطعام أو التخلي عن مجموعات منه، وهو ما يقود عادة إلى الجوع وفي النهاية التخلي عن الفكرة كلها.
إن الحركة هي أفضل صديق للإنسان الراغب في حرق الدهون، وهي لا تحرق فقط في الصالة الرياضية “الجيم”، بل إن كل نشاط بدني على مدار اليوم يستهلك جزءا من السعرات الحرارية، التي تصبح فيما بعد دهونا تخزن في الجسم.
وتشير إلى أن الجلوس والامتناع عن أداء أي حركة يؤدي إلى حرق سعرات حرارية أقل، لكن القليل من الحركة يمكن أن يساهم في حرقها، مثل الحركة مرة على الأقل كل ساعة.
كل أكثر: عوضا عن تناول طعام أقل لحرق الدهون، يعتقد خبراء أن طعاما أكثرا سيساعد في حرقها.
والحفاظ على توازن غذائي صحي أمر في غاية الأهمية، لكن ليس هناك طريقة واحدة من أجل تحقيق هذا الهدف، فمثلا من الجيد أن تتضمن الحمية الغذائية مجموعة متنوعة من الأغذية التي تضمن تزويد الجسم بكل العناصر الغذائية التي يحتاجها لكي يعمل.
وينصح الخبراء في حال الرغبة في حرق الدهون دون أن يتقيد الإنسان بالكميات التي يتناولها أن ينّوع بين الأطعمة، على أن تشمل مجموعة واسعة من الخضار والفواكه، فالحمية الغذائية المنوعة تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء (البكتيريا الحية التي تعيش في الأمعاء).
وتؤدي هذه الكائنات دورا كبيرا في الحفاظ على الوزن عبر امتصاص العناصر الغذائية وهضمها.
وإلى جانب الخضار والفواكه، ينصح بتناول المكسرات والحبوب الكاملة.
مضاعفة كمية الألياف: إن زيادة كمية الألياف التي يتناولنها الإنسان ستمنحه شعورا بالشبع لفترة أطول، وتقلل من احتمال زيادة الوزن.
ومن الأمثلة على هذه الألياف الحبوب الكاملة والبقوليات والبروتينيات، كما تساعد الألياف على الهضم وتمنع الإمساك والانتفاخ.
نوم أكثر: النوم ليلا أيضا عامل مساعد في حرق الدهون دون الذهاب إلى خيار الجوع.
والمقصود هنا هو النوم الصحي الذي يبلغ 7 ساعات أو أكثر، لأنه يساعد الإنسان في أن يبدأ يومه بمستويات طاقة أعلى.
وتذكر أنه كلما قل عدد ساعات اليوم، زاد إرهاق الشخص، سواء شعر بالأمر أم لا، وهذا يؤدي إلى حركة أقل وأكل أكثر.
المحافظة على الرطوبة: الماء مهم جدا بالنسبة إلى جسم الإنسان، فهو يساعد أجهزته على العمل بشكل فعّال، مثل تنظيم درجات الحرارة وتنقية الجسم من السموم.
وهو مهم أيضا بالنسبة إلى الحمية الغذائية، إذ يساعد على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام الذي نتناوله، مما يبعث شعورا بالشبع.
وتظهر أبحاث أن شرب المزيد من المياه يمكن أن يقود لخسارة أكبر في الوزن، أما الجفاف فقد يعرقل هذه العملية لأنها قد تؤدي إلى التعب الذي يؤدي بدوره إلى أكل طعام غير صحي مليء بالسعرات مثل الوجبات السريعة.
التمارين المنتظمة: إلى جانب الحركة العامة، يمكن للتمارين الشديدة أن تكون مفيدة في إنقاص السعرات الحرارية التي يستهلكها الجسم.
وينصح بممارسة أنشطة رياضية منها: المشي والركض وركوب الدرجات الهوائية ورفع الأثقال.
وتحتاج زيادة معدل ضربات القلب لفترات طويلة من الجسم استهلاك المزيد من السعرات الحرارية، وهو يساعد الشخص على تحقيق نقص في السعرات الحرارية، ويتحقق هذا الأمر بالتمارين الرياضية.