اثار الكاتب السعودي محمد ناصر الأسمري ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما زعم أن القرآن الكريم أجاز مواعدة ومغازلة النساء، وذلك خلال مقال نشره عبر صحيفة "الوطن" السعودية تحت عنوان "جواز مواعدة ومغازلة النساء بنص القرآن
قال الأسمري في مقاله "ربما يجلب العنوان أعلاه بعض الاندهاش لدى بعض الواهمين والمهووسين.. وربما لدى من لم يغادر في مناشط الفكر قراءة مفكرات الدراسة الجامعية والعلم بإطار فكري منطو على نفسه.. وقد قادني إلى الكتابة عن كيفية مغازلة النساء ما وجدته من خلال قراءاتي في كتب التفسير التي لم تكن على مذهبية منغلقة". وبدأ الكابت مقالته بقصة سيدة ترملت كانت "ما زالت بضة غضة"، حسب تعبيره، وأن أحد الرجال كان يتابعها أثناء سير جنازة زوجها المتوفى للدفن، وأخذ يغازلها وأنه يريد خطبتها والزواج منها لترد عليه غاضبة: "ما عليش معي من القرآن ما يزيدني من خوف الله".
وقال الكاتب معلقًا "وتمضي الأيام وأنا في عجب من قول الرجل ورد المرأة، وقبل أيام وجدت ضالتي في الحكمة والعلم الذي كان عليه ذلك الرجل، الذي كان يتأبط كتابًا معه دائمًا، لم أكن أعرف ما هو إلا أنه كان يقول هذا كتاب الأم".
ثم ذكر أنه وجد ضالته في قوله تعالى "«وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ» (البقرة 235آية)، دون أن يوضح أين وجه الدلالة في الآية على مطلق المواعدة والمغازلة لجميع النساء حسب عنوان مقاله.
وتابع: "وقد جاء في الموسوعة القرآنية الميسرة للدكتور وهبة الزحيلي، ومحمد عدنان سالم، ومحمد بسام رشدي الزين، ومحمد وهبي سليمان، دار الفكر، دمشق 2004: ولا ذنب عليكم في التعريض دون التصريح بخطبة النساء المعتدات المتوفى عنهن أزواجهن، أو المطلقات طلاقًا بائنًا، كأن يقول: إنك امرأة صالحة، أو يمدح نفسه أو يشير إشارة لطيفة للمطلقة الرجعية، ولا ذنب أيضًا فيما أضمرتم في أنفسكم بالرغبة في زواجهن، علم الله أنكم ستذكرونهن بالخطبة في العدة، ولا تصبرون عنهن، فأباح لكم التعريض دون التصريح، ولا تواعدهن سراً في العدة بالزواج، كالقول: تزوجيني.. إلا إذا قلتم قولًا معروفًا شرعًا: وهو ما أبيح من التعريض، مثل:أنك جميلة، أو أني بحاجة إلى النساء الصالحات، أو إظهار الاهتمام بمصالحها وشؤونها".
وكعادتهم انقسمت آراء المعلقين على الموضوع بين مؤيدٍ ومعارض، حيث استهجن قسم من المغردين إقحام الكاتب النص القرآني لتفسير "المواعدة"، ومنهم من شكك بأن العنوان يختلف عن المحتوى والهدف منه هو دفع المغردين لقراءة نص المقال كامل.
في حين أيد قسم من المعلقين الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها وبأن المواعدة التي تنتهي بالزواج هي التي أجازها القرآن الكريم وإن كانت المرأة لا تزال في فترة العدة.