سلطت صحيفة لندنية الضوء على التطورات الأخيرة في ملف الأزمة اليمنية، على رأسها "الهجوم الغادر" الذي شنه الحوثيون بالطائرات المسيرة على قوات بحرينية ضمن التحالف العربي، على الحدود السعودية اليمنية.
وتطرقت صحيفة القدس العربي، اللندنية، إلى خطوات عبدالملك الحوثي زعيم المليشيات الكهنوتية، بإقالة حكومة الانقلاب بصنعاء غير المعترف بها، التي يرأسها شكليًا القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي في مناطق سيطرة تلك المليشيات.
وقالت الصحيفة في مقال رأي، إن الأوضاع اليمنية شهدت تطورا سلبيا مفاجئا مع مقتل ثلاثة من أفراد الجيش البحريني بينهم ضابط وسقوط عدد من الجرحى على الحدود السعودية مع اليمن في هجوم اتهمت المنامة (وكذلك واشنطن ولندن) جماعة الحوثي بشنه بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع القوة البحرينية جنوب السعودية.
وكان هذا تصعيدا غير متوقّع كونه جاء بعد أسابيع من تقدّم ملحوظ في مسار المفاوضات بين السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا لدعم الحكومة المعترف بها دوليا، وجماعة الحوثي التي تسيطر، منذ عام 2014، على أجزاء من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء. بحسب الصحيفة.
وكان لافتا، ضمن مسار المباحثات المذكور وصول مسؤولين حوثيين إلى الرياض في أول زيارة علنية لهم إلى السعودية منذ اندلاع الحرب عام 2015، وذلك بعد زيارة للسفير السعودي في اليمن لصنعاء التقى فيها قادة الحوثيين لتثبيت الهدنة التي تم التوصل إليها برعاية أممية العام الماضي.
وأحيا مسار التفاوض المذكور آمال التوصل إلى سلام في اليمن، وجاء ذلك ضمن سياق إقليمي لافت مثله اتفاق السعودية وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من العام الحالي.
وأشارت القدس العربي،إلى إدانة الرياض «الهجوم الغادر» كما ورد في بيان الخارجية السعودية، "لكن قيادة التحالف، حاولت الحفاظ على خط معتدل بنسبة الهجوم لبعض العناصر التابعة للحوثيين، وهو ما قابله الحوثيون بعدم تبني الهجوم، وإذا كان يمكن تفسير الهجوم باعتباره الجانب «العسكري» من المفاوضات، فإن تصريحات الطرفين المدروسة يمكن تفسيرها برغبتهما في الحفاظ على الوضع القائم".
وتضيف أن الجماعة الحوثية، بعد يومين من الهجوم، أعلنت عن حل الحكومة الانقلابية التابعة لها في صنعاء، وذلك ضمن ما سماه زعيم المليشيات الكهنوتية، عبد الملك الحوثي، بـ«التغييرات الجذرية».
وتشكلت الحكومة التي تم حلّها بشراكة بين الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي العام» وهو ما استدعى تحذيرا من قائد الحزب، صادق امين أبو راس، للحوثيين بعدم «التراجع عن الثوابت الوطنية» والشراكة بين الطرفين.
الإطاحة بحكومة بن حبتور (وهو من حزب «المؤتمر») جاءت بعد احتجاجات شعبية خلال احتفالات الذكرى 61 للثورة اليمنية والتي شهدت مواجهات بين شبان متظاهرين ومسلحي الكهنوت الحوثي، كما يأتي كل ذلك على خلفية أزمة اقتصادية طاحنة، وامتناع جماعة الحوثي عن صرف أجور الموظفين".
وترى القدس العربي، أن "الهجوم على القوات البحرينية لا يرتبط، بالضرورة، بإعلان الحوثي تغيير الحكومة، لكن الحدثين يمكن أن يفسرا الجدل بين الداخلي والخارجي، وطريقة تعامل الحوثيين مع قضية المفاوضات مع السعودية، وطريقة التعاطي مع حكم اليمنيين الذين يقعون تحت سيطرتها".
ولفتت إلى أن "الهجوم وقع على الحد الجنوبي، والذي يقع خارج سيطرة الحوثيين، وبذلك يمكن اعتبار الهجوم إعلانا لقدرة الحوثيين على الامتداد والسيطرة على باقي أجزاء اليمن، كما يمكن اعتبار الإطاحة بالحكومة تفاعلا مع أحداث الشارع اليمني، كمحاولة لمزيد من المركزية والتخلّي عن مقولة «الشراكة» مع أطراف يمنية أخرى".
واختتمت"يلعب العامل الإيراني المؤثر في قرار الحوثيين، دورا في منع تدهور الأوضاع أكثر، وإذا أضفنا إلى ذلك الحيطة التي التزمها السعوديون والحوثيون في التعاطي مع الهجوم، فالأغلب أن هذا الحدث لن يغلّب مسار الحرب على التهدئة، إلا إذا حصلت تغييرات مؤثّرة في ديناميات العلاقة بين الحوثيين واليمنيين الموجودين تحت سيطرتهم".