كشفت مصادر محلية يوم امس انه تم العثور على مملكة ” نشن ” أقدم الممالك اليمنية في محافظة الجوف شمال اليمن.
وقالت المصادر أن المملكة عبارة عن مدينة مدفونه بشكل كامل تحت الأرض في منطقة السوداء ببني نوف في محافظة الجوف .
مملكة نشن الاثرية في اليمن مدفونة تحت التراب
مشيرة إلى أن اجزاء من المملكة تعرضت للنبش والتدمير بالحفر بالشيولات والمعدات الحديثة من قبل جهات وعصابات نهب الآثار إلا أن المدينة بما تحتويه ما تزال مدفونه تحت الأرض.
مملكة نشن الاثرية في اليمن مدفونة تحت التراب
وطالب المواطنون والناشطون حكومة صنعاء بحمايتها والحفاظ عليها وتأمينها من النهب والتدمير من قبل عصابات تهريب آثار تاريخ اليمن القديم إلى الخارج.
مملكة نشن الاثرية في اليمن مدفونة تحت التراب
لمحة تاريخية عن مملكة “نشن” أو “نشان” اليمنية:
هي مملكة يمنية قديمة مستقلة يعود تاريخها إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وخضعت نشان لسيطرة ثلاث ممالك المملكة القديمة و مملكة سبأ و مملكة معين .
تقع مملكة نشان، في محافظة الجوف على بعد 100كيلو متر إلى الشمال والشمال الشرقي من صنعاء ويسمى موقعها الأثري غير المسكون حالياً “السوداء” وبالتحديد الخربة السوداء، ويسيطر على السهل المجاور بموقعها على الضفة اليسرى من وادي الخارد: المسمى محلياً البحيرة وطول سورها القديم حوالي 1200متر ويرسم مستطيلاً طول ضلعه 330كم و280م والآثار الرئيسة المشاهدة داخل المدينة قواعد حجرية كبيرة لجهاز منتظم وأعمدة وعوارض مرتكزة على أعمدة كانت تخص أروقة وكانت كل قاعدة حجرية ركناً لقصر قديم شيد من الخشب والطين غير المحرق الذي لم يبق منه سوى واحد بعد أن أدى حريق إلى التهام الطوب وحددت الأروقة مدخل المعابد.
تاريخ مملكة نشان
كانت نشان عاصمة مملكة صغيرة مستقلة سميت أيضاً بنفس الإسم في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد ولم يعرف سوى شخص واحد يحمل لقب ملك : هو سمهيفع يسران بن لبئآن ويمكن افتراض أن شخصيات أخرى ذكرت دون ألقاب حكمت على نحو مماثل في الممالك الصغيرة في الجوف وحذف اللقب الملكي في الغالب وكانت أراضي المملكة حينذاك تشمل مدينتي نشان ونشق (البيضاء حالياً) ومنطقة تسمى أيك.
مملكة نشن الاثرية في اليمن مدفونة تحت الترابآخر ذكر مملكة نشان: انتقلت مملكة نشان إلى السيطرة الحميرية حين استولت حمير على سبأ في نهاية القرن الثالث بعد الميلاد ويعود آخر ذكر لنشان إلى القرن الرابع الميلادي وهجر الموقع بين نهاية الحقبة الحميرية (القرن السادس الميلادي» لأن العالم اليمني الحسن الهمداني يذكرها باعتبارها خربة.
مملكة نشن الاثرية في اليمن مدفونة تحت الترابالآلهة والمعابد
وتقتصر المعارف على منطقة نشان على تعداد الآلهة وأسماء بعض المعابد وكان مجمع الآلهة الرسمي لنشان المستقلة المذكور في نصين يحتوي حسب ترتيب المراسيم عثتر شارقان دود أرق يدع عثتر ذو جرب عثتر نشق وتذكر النقوش آلهة أخرى مثل عثتر متب خمر عثتر ذو قبء رحس.
مملكة نشن الاثرية في اليمن مدفونة تحت الترابوعرف من النقوش أربعة معابد هي :ريحاف المكرس لمعثتر ويمكن أن يتطابق هذا المعبد الذي يوجد اسمه في عبارة عثتر ذوريحاف فقط مع ذلك المعبد الذي نقبت عنه البعثة الفرنسية خارج المدينة وسيواء وهو معبد متب خمر ويمكن اعتبار موقعه في الجزء الشرقي من المدينة ومعبد جربوم وهو معبد عثتر الذي يذكر في عبارة معبد عثتر ذو جربوم ومعبد نحب وهو معبد ودّ الذي لايعرف موقعه.
تضاف هذه المعابد إلى معبد ألمقه الذي شيد في مركز مدينة نشان بعد انتصار سبأ .
ويعود أول وصف لموقع السوداء إلى رحلة جوزيف هاليفي ودليله اليهودي اليمني حاييم حبشوش في ربيع سنة 1287ه/ 1870م ثم بعد ما يزيد على سبعين سنة زارهذا الموقع المصريان محمد توفيق سنة 1363ه / 1945م وأحمد فخري سنة 1947.
وعلى بعد 720متراً إلى الشرق من مدينة “نشان” بتشديد الشين يوجد معبد الإله المحلي عثترذور يحاف حافظت على سلامته الرمال التي غطته إلى حدٍ كبير وقد قام فريق فرنسي بالتنقيب عنه جزئياً خلال شتاء 14081409ه/ 19881989م.
مملكة نشن الاثرية في اليمن مدفونة تحت الترابوتلفت الانتباه نوعية عمارته وزخرفته المحفورة على دعامات وعلى عارضة باب المدخل وكذلك على أركان أحادية الحجر تدعم الغطاء الحجري وتتكون الأشكال الرئيسية لهذا الديكور من فتيات واقفات على منصة يسميها سكان الجوف “بنات عاد” نسبة إلى القبيلة الأسطورية في شبه الجزيرة العربية قديماً ووعال”جمع وعل” ماره ونعامات وثعابين.
متشابكة اثنين فاثنين ورؤوس ثيران وأشكال هندسية وقد سمحت النقوش ذات الطراز الأقدم وتحليل كربون الخشب الذي عثر عليه في القضاض الذي في جدار السور بتحديد تاريخ بناء الأجزاء الأقدم من هذا المعبد الذي يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
غابة الأثل ولم يعد ممكناً التعرف على السور القديم المشيد حول كل ذلك ومع هذا تشير بقايا غابة الأثل التي أدهشت حاييم حبشوش الذي أعطى أول وصف للموقع إلى أنه كان هناك أرض زراعية خصبة ورطوبة ويبدو أن السقي كان يمارس خلال قرون عديدة إذا صدقنا سمك الطمي الذي شقته الوديان ويتجاوز عشرة أمتار.
المصدر: مواقع الكترونية