كشف مسؤول جنوبي عن ما ظهر على جسد عضو المحكمة العليا في العاصمة المؤقتة عدن، القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي، قبل دفن جثمانه مساء اليوم الثلاثاء في عدن. مؤكدا أنها آثار كدمات تفسر وفاته المفاجأة في شقته بالعاصمة المصرية القاهرة فجر الاثنين، ودوافع الاستعجال في تشييع جثمانه ودفنه.
وأكد الناطق الرسمي للحراك الثوري الجنوبي، الدكتور محمد النعماني، شكوك تعرض القاضي فهيم الحضرمي للاغتيال، في سلسلة تغريدات على منصة "تويتر" قائلا: "اكدت السفارة اليمنية في القاهرة، الاثنين، مقتل عضو المحكمة العليا في عدن بعد جدل حول ملابسات وفاته الغامضة.
مضيفا: "وقالت السفارة في بيان لها إن وجود آثار جنائية على جسد القاضي فهيم الحضرمي، لكنها حاولت التمويه عليها عبر الحديث عن قيام القاضي بعمل حجامة تارة واخرى بالإشارة إلى إمكانية سقوط القاضي داخل شقته". وتحدث عن افادات متخصصين بالبحث الجنائي.
وتابع: "ووفق خبراء جنائيين، فإن القاضي تعرض للاعتداء والتعذيب قبل مقتله وأن السفارة تحاول التستر على الجريمة لدوافع قد تكون مدفوعة. وكانت الشرطة المصرية عثرت على جثة القاضي الحضرمي في شقته بالقاهرة. وكان القاضي الحضرمي فتح ملف الاغتيالات في عدن".
مشيرا إلى أن ملفات جرائم الاغتيالات التي عُني بها القاضي فهيم الحضرمي "يُتهم فيها ضابط إماراتي ونائب رئيس الانتقالي ، هاني بن بريك". ونوه بما صرح به "المعتقل السابق في السجون الاماراتية بعدن عادل الحسني" في تعليقه على وفاة القاضي فهيم الحضرمي بظروف غامضة.
وقال القيادي السابق في "المقاومة الجنوبية" ورئيس "منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن"، عادل الحسني: "في عدن مات أولًا القاضي محمد علي صالح، ثم القاضي علي جميل، وأخيرًا القاضي فهيم الحضرمي. جميعهم فتحوا ملف الاغتيالات في عدن ونشروا اعترافات بعض ضباط الإمارات وأداتهم المنفذة هاني بن بريك".
من جانبه، انبرى احد ناشطي "المجلس الانتقالي"، أوسان بن سده، للتبرير، قائلا: "القاضي فهيم رحمة الله عليه عمل حجامة قبل عدة ايام ويبدو انها كانت لها ارتدادت صحية ادت الى وفاة لا توجد شبهه جنائية في اسباب وفاته، نقلا عن زميل له كان برفقته يوم امس ابلغة القاضي فهيم انه يشعر بدوخه وضعف في الجسم".
وتكشفت معلومات وقرائن خطيرة، عن ملابسات العثور على عضو المحكمة العليا في العاصمة المؤقتة عدن، ورئيس محكمة استئناف عدن سابقا، القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي، ميتا في شقته بالعاصمة المصرية القاهرة، بينها إعلانه مسبقا عن تلقيه تهديدات بالقتل، وحذف تطبيق "واتس آب" من هاتفه عقب وفاته، وغيرها.
يُعد القاضي فهيم عبدالله الحضرمي، المولود في 28 مارس 1962م، من ابرز واشهر القضاة في عدن واليمن، درس الماجستير في القانون العام بجامعة فارونج بروسيا ، وبدأ عمله القضائي مساعد قاضي بمحكمة الشيخ عثمان عام 1990م ثم تدرج قاضياً في عدد من المحاكم الابتدائية ثم قاضياً بمحاكم الاستئناف ثم رئيساً لمحكمة استئناف عدن.
وتم تعيين القاضي فهيم الحضرمي في العام 2017م عضواً بمجلس القضاء الأعلى، وكان آخر منصب شغله قبل وفاته عضواً بالمحكمة العليا. وحسب مقربين منه، فقد اضطر لمغادرة العاصمة المؤقتة عدن، والاقامة في العاصمة المصرية القاهرة، جراء تلقيه تهديدات بالقتل، من مسؤولين في "الانتقالي" متورطين بملف "جرائم الاغتيالات" في عدن.
وفقا لوسائل اعلام محلية، فقد جرى مساء الثلاثاء تشييع جثمان القاضي فهيم الحضرمي إلى مقبرة "ابوحربة" في مدينة الشعب، بعد الصلاة عليه في مسجد العادل بمدينة إنماء، وذلك عقب اقل من 48 ساعة على وفاته، ووسط مطالبات بعرض جثمانه على الطب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة المفاجئة وما إذا كانت وفاة طبيعية أم جراء جريمة جنائية.
يشار إلى أن القاضي فهيم الحضرمي يعد احد قضاة ووكلاء نيابة تعرضوا للاغتيال لعلاقتهم بالتحقيقات وقضايا ملف "جرائم الاغتيالات" التي طالت منذ بدء الحرب المئات من السياسيين وضباط امنيين وعسكريين وائمة وخطباء مساجد وناشطين في عدن والمحافظات المحررة، ولم يجر ضبط ومحاكمة أي من الجناة المنفذين لها حتى اليوم.