شعرتُ بفخر كبير حين أخبرني متقاعد بلجيكي بعدما علم اني من اليمن؛ انه عمل لمدة 17 عاماً موظفاً في العديد من الشركات التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم، كان آخرها مديراً لأحد المصانع العملاقة في بريطانيا، وأخذ يتحدث عن المجموعة ومؤسسها الحاج هائل رحمه الله، والذي قال انه التقاه مرتين اواخر الثمانينيات؛ بشيء من الانبهار، وانه يفتخر بعمله في تلك المجموعة الرائدة والرائعة (حد وصفه)..
من ضمن الأشياء التي ذكرها المتقاعد البلجيكي حين رأىٰ جهلي بحجم المجموعة التي قال إنها تعمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي وبريطانيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا؛ انه لازال يتابعها باهتمام لأنه كان ولازال يتوقع ان تصل إلى مرتبة متقدمة عالمياً، كنموذج للشركات العائلية الناجحة، والقائمة على دستور خاص بها؛ يحدد مسارها الاقتصادي ومسئوليتها الاجتماعية، وينظم هيكلها الإداري بدقة..
آخر ماتذكرته من حديث الرجل الطويل، والذي استمر لأكثر من ساعة، هي المدة التي يقطعها القطار من بروكسل إلى ليمبورغ ان آخر عمل له كان في شركتي، Innovative Efficient Solutions – IES، Sepak Dirney Company في المملكة المتحدة، وان آخر إبداعات المجموعة التي وصلته من بعض الموظفين فيها انها بدأت منذ العام 2010 تعمل اجتماع قمة سنوي لمواردها البشرية لتبادل الآراء والممارسات والخبرات، كل سنة في دولة، مؤكدا ان هذه خطوة لم تعملها أي شركة عائلية في العالم..!!
بحجم الفخر الذي تملكني ونحن بحضرة شركة يمنية استطاعت ان تصل للعالمية، شعرت بالغبن والحنق الكبير من وضع اليمن الاستثنائي بفعل بعض قياداته المرتـزقة من السياسيين والعسكريين والقبليين؛ الذين آثروا مصالحهم الشخصية وعجزوا عن إيجاد مخرج لمعاناة البلد وموت الشعب منذ تسع سنوات، والتي جعلت هذا العجوز المتقاعد يؤكد متهكماً: لو تقاعدت تلك القيادات وسلمت الحكم لمجموعة هائل سعيد فسيتحول اليمن إلى أفضل بلد في الشرق الأوسط، ولأصبحت قطعة من أوروبا..
رحم الله الحاج هائل سعيد أنعم الذي اسس إمبراطورية تجارية محكمة، وبارك في أولاده الذين ساروا على نهجه.