أطلق بنك الكريمي تحذيرا عاجلا لجميع المواطنين، عقب موجة القلق والارتياب التي اثارها فتح ناشطين قضية “الحوالات المالية غير المسلمة” أو ما اسمي “الحولات المنسية” على منصات التواصل الاجتماعي وحديثهم عن “عشرات الآلاف من الحوالات بمئات الملايين صادرها البنك المركزي في العاصمة صنعاء”، الخاصعة لسيطرة الحوثي ما دعى الاخير إلى إصدار بيان بهذا الشأن.
وأقر بنك الكريمي بحولات معلقة لديه لم تستلم، في تنبيه عاجل لجميع المواطنين بشأن الحوالات المالية المرسلة إليهم ومنهم، نشره البنك على حائطه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ليل الثلاثاء، جاء فيه: “الاخوة والاخوات المواطنين والتجار عند ارسال حوالة مالية احرص على ابلاغ المستفيد لاستلامها”. وبما يضمن عدم بقاء الحوالات معلقة.
وضجت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية بجدل واسع حول عشرات الآلاف من “الحوالات المالية المنسية” لم يتسلمها من أُرسلت إليهم وبقيت معلقة، إثر تلقي المواطنين رسائل نصية SMS إلى هواتفهم من شركة الامتياز وشركة النجم وشركة دادية للصرافة تدعوهم إلى الحضور لأقرب فروعها لهم، من اجل استلام ما سمته حولاتهم “المنسية” و”المعمرة”.
تصاعدت موجة الجدل والقلق والارتياب بين اوساط المواطنين، بعدما انتشرت على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، قوائم بقرابة 60 ألف حوالة مالية منسية لدى شركة “الامتياز” للصرافة على نطاق واسع، تتضمن اسم المرسل ورقمه وعنوانه واسم المستلم ورقمه وعنوانه ورقم الحوالات المعلقة غير المستلمة، ومبالغها المالية، في سابقة تحدث للمرة الاولى في اليمن.
وأثار ناشطون القضية بحملة الكترونية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، متحدثين عن “مئات الآلاف من الحوالات المعلقة غير المسلمة بقيمة مئات الملايين من الريالات” وأن “البنك المركزي في صنعاء صادرها”. مطالبين جميع شركات الصرافة والتحويلات المالية بالتزام الشفافية والكشف عن جميع الحوالات المالية المعلقة أو “المنسية” لدى كل شركة منها.
في المقابل، سارع البنك المركزي في العاصمة صنعاء، إلى اصدار بيان بهذا الشأن، أكد أن لدى شركات وشبكات الصرافة والتحويلات المالية حوالات معلقة لم يستلمها المستفيدون منها، داعيا جميع المواطنين والتجار إلى ضرورة إبلاغ المستفيدين عند إرسال الحوالات المالية من أجل استلامها عقب تحويلها، وعدم إبقائها ضمن الحوالات المتأخرة لدى حسابات الصرافين.
وعمم البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء عبر شركة الاتصالات اليمنية رسائل نصية (ٍSMS) لملايين المشتركين، تحثهم “عند إرسال حوالاتهم المالية أن يحرصوا على إبلاغ المستفيدين منها لاستلامها”. وبالمثل فعلت عدد من شركات وشبكات الصرافة والتحويلات المالية، بدأت بالتواصل مع المستفيدين من حوالات مالية معلقة لم تسلم، للحضور واستلام حوالاتهم.
من جانبهم، علل مصرفيون تراكم الحولات المالية المعلقة غير المستلمة، بأن هذا “قد يكون ذلك نتيجة وفاة المرسلة اليهم أو تعليق نظام الإرسال لدى شركات الصرافة أو تعذر تلقي المستفيدين رسائل اشعار الحوالات وارقامها لضعف التغطية حيث يقيمون، أو لأي اسباب اخرى حالت دون علم المستفيدين من الحوالات بوصول حوالات مالية لهم وأرقامها يوم تحويلها لهم”.
وطالبو في المقابل، البنك المركزي اليمني بصفته المسؤول عن تنظيم نشاط البنوك وشركات الصرافة والتحويلات المالية والرقابة عليها، بإصدار تعميم يلزمها بنشر كشف شهري للجمهور للإعلام بالعمليات المعلقة أو التي لم تصل إلى مستفيديها لإعادتها إلى أصحابها المرسلين لها أو إعلام المرسلة إليهم (المستفيدين) وتذكيرهم للحضور ببطائق هويتهم لاستلام حوالاتهم المالية.
يشار إلى أن غالبية المواطنين اليمنيين باتوا يعتمدوا على الحوالات المالية، في معاشهم، وبخاصة في العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الحوثيين جراء توقف صرف رواتب قرابة مليون موظف وموظفة عقب قرار نقل ادارة البنك المركزي اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن في سبتمبر 2016م، واقتصار ما تصرفه سلطات الحوثيين لهم على اربعة انصاف راتب طوال العام.