قال السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا، إن جماعة الحوثي المدعومة من إيران، تدمر المجتمع اليمني من الداخل، محملا الجماعة مسؤولية عدم تجديد الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في البلاد لمدة ستة أشهر.
وأضاف "ماري صفا" في حوار مع "الشرق الأوسط" "في اليمن، يتصادم مشروعان سياسيان: مشروع الحوثيين وهو فرض سلطتهم الكاملة وسيطرتهم على جميع اليمنيين. في مواجهة هذا المشروع الذي يتخذ طابعاً شمولياً بشكل متزايد، والذي يسعى إلى خنق المجتمع، وقمع النساء وغسل أدمغة الشباب، ومشروع الحكومة اليمنية الذي يمثل مشروع دولة جمهورية تعددية تحترم تنوع المجتمع اليمني. يضع هذا المشروع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار".
وتابع: "شهد هذا العام 6 أشهر من الهدنة كانت بمثابة نفحة هواء نقي للشعب اليمني الذي أنهكته ثماني سنوات من الحرب. واليوم ما زالت هذه الهدنة قائمة لكن من دون اتفاق. نحن في حالة اللاهدنة واللاحرب منذ 2 أكتوبر (تشرين الأول). الحوثيون وحدهم هم المسؤولون عن عدم تجديد الهدنة".
وأكد المسؤول الفرنسي أن "الاستراتيجية الحوثية واضحة حيث يريدون إسقاط الحكومة بكل الوسائل ليحلوا محلها، ولهذا السبب لا يرفضون التفاوض مع الحكومة فحسب، بل يلجأون إلى العنف لتدمير الحكومة، لا سيما عن طريق خنقها اقتصاديا من خلال الهجمات على محطات النفط. والشعب اليمني يدفع الثمن".
وقال السفير الفرنسي إن الحوثيين "يدمرون المجتمع اليمني من الداخل. ويدمرون الهياكل القبلية والقيم القبلية التي تحمي النساء والأطفال. حيث أقاموا نظاماً من الرعب والمُراقبة على السكان".
وأشار"ماري صفا" الى أن الإسطونة الحوثية المشروخة قد انكشفت أمام المجتمع الدولي ولم تعد كافية، حيث قال: "يسعى الحوثيون لإخبار العالم بأنهم ضحايا الصراع في اليمن. هذا لم يعد يقنع أحداً. الحوثيون قَمعيون ويَزداد قمعهم للنساء والشباب والقبائل واليمنيين بشكل عام، كل يوم. لم تَعُد أسطوانة الحوثيين المكسورة كافية لإخفاء الحقيقة. تثير تجاوزات نظام الحوثي في صنعاء قلق المجتمع الدولي بأسره".
ونوه الى أن "إيران تؤدي دوراً سلبياً في مختلف الأزمات التي تهز المنطقة"، مؤكداً أنه "في اليمن، للإيرانيين تأثير على الحوثيين وبشكل واضح لا سيما على الجناح المتشدد"، لافتاً إلى أن "الحوثيين يراقبون عن كثب ما يحدث في إيران الآن".
وردا على سؤال تطرق إلى تدليل المجتمع الدولي للحوثيين، قال السفير الفرنسي إن "العالم بدأ يفتح عينيه على طبيعة حركة الحوثيين. إن القلق يتزايد داخل المجتمع الدولي بشأن تجاوزات نظام الحوثي الذي يهاجم كل شيء: النساء والأطفال وموظفي الدولة والثقافة والقيم القبلية".
ولفت الى أن "مستقبل الشباب اليمني في "المخيمات الصيفية" وتلقينهم للعقيدة الحوثية هي مصادر قلق رئيسية. شعب بأكمله في خطر بسبب آيديولوجية الحوثي".
وكرر "ماري صفا": "الكل يريد السلام. الحوثيون هم الطرف الوحيد الذي يقف في وجه المصالحة الوطنية وبالتالي نهاية الحرب الأهلية".