سجلت محافظة ذمار، وسط اليمن، خلال الأسبوعين الماضيين، ارتفاعاً لافتاً في أعداد وفيات الأطفال والرضع بسبب إصابتهم بمرض جديد لم يتمكن الأطباء من تشخيصه حتى اللحظة بشكل دقيق.
وأفادت مصادر طبية في ذمار بأن السلطات الصحية سجلت الأيام الماضية 20 حالة وفاة غامضة في صفوف الأطفال جراء إصابتهم بمرض جديد وغريب.
وأوضحت أن المرض يستهدف الأطفال والرضع بشكل كبير، حيث يعاني الطفل المصاب من صعوبة في التنفس ودخول الأكسجين إلى الجسم قبل أن يتم الإعلان عن وفاته خلال ساعات.
وأشارت المصادر إلى أن مستشفيات ذمار استقبلت حالات مماثلة لأطفال يعانون من صعوبة في التنفس، حيث يدخل المصاب في غيبوبة لساعات قبل وفاته بصورة مفاجئة داخل غرف العناية المركزة.
وأكدت المصادر الطبية أن أعداد الوفيات قد يكون كبيراً، وقد يكون تجاوز 50 حالة بين الأطفال في المحافظة، إلا أن أغلب الوفيات لم يتم تسجيلها أو التبليغ عنها خاصة في الأرياف.
وأوضحت أنه في مديرية عنس وحدها تم تسجيل ما يقارب 12 حالة وفاة، فيما هناك وفيات في المدينة وبقية مديريات ذمار.
وأوضحت أن أعراض المرض هي الأقرب إلى الدفتيريا أو كما يطلق عليه "الخناق" والذي ينتج عن بكتيريا تعرف بـ"الخناق الوتدية"، وعادة ما تنتشر الجراثيم المتسببة له في القطرات الرطبة التي تخرج مع السعال، حيث تتكاثر في الغشاء المخاطي للفم والحلق.
وتحدثت مصادر محلية عن انتشار هذا المرض بشكل واسع ومخيف في محافظة ذمار، خصوصاً في مديريتي الحدا وعنس ومناطق ريفية أخرى، مشيرةً إلى أن حالات الوفاة في صفوف أطفال ذمار في تصاعد دون وجود تشخيص طبي دقيق أو علاج.
من جهته عبر المواطنون عن قلقهم المتزايد حيث يتخوفون على حياة أطفالهم في ظل التكتم والتعتيم الشديد من قبل السلطات الصحية في محافظة ذمار، الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية والتي ترفض إعطاء أية معلومات بشأن المرض.
ووفق المصادر، فإن التدمير الممنهج للقطاع الصحي، والأفكار المتشددة لمليشيات الحوثي في منع إجراء اللقاحات سبب في ارتفاع أعداد الوفيات بين الأطفال والرضع، ناهيك عن أعمال نهب المساعدات الصحية والميزانيات التي فاقمت من الوضع وانهيار المنظومة بشكل كامل.