عطر حبشوش ..
ذلك العطر التراثي الجميل الذي مازال يبحث عنه و يتولع به الكثير من المسنين .
. و من منكم لم يسمع أيوب و هو يترنم و يغني :
( يسقي أمجوانح غمام أمصيف .. وردي و حبشوش)
و هنا سأحكي لكم بما وجدته عن هذا العطر الجميل و الذي أصبح جزءا" من التراث اليمني واشتهر في الشرق الأوسط ودول الخليج ، ومازال يباع حتى اليوم ..
و الذي يعود إلى -
الحاخام حاييم بن يحيى حبشوش
ولد في صنعاء 1833
وفاته في عام 1899
كان تاجر نحاس.. ومؤرخ القرن التاسع عشر عن يهود اليمن وله عدة مؤلفات..
وكان دليل للمستشرق الفرنسي الرحالة جوزيف هاليفي لمدة ثلاثة وعشرين عاما.. زار خلالها كل مناطق اليمن بما في ذلك مارب والجوف ونجران..
في العام 1893 كتب حبشوش عن رحلة هاليفي بالعبرية מסעות חבשוש "مسعوات حبشوش.. سفريات حبشوش"
وكان الحاخام حبشوش عضوا بارزا من الطائفة اليهودية في اليمن.. ويعتبر احد القادة الرئيسيين..
بينما ابن حبشوش عاش حتى عشرينات القرن العشرين..
وكان تاجرا ويقال بأن عطر "حبشوش" ذي الرائحة النفاثة المعروف قديما بأسمه لانه كان المستورد لها..
وقد كان له سيارة خاصة سوداء.. حيث لم يكن هناك سوا سيارتان في صنعاء واحدة للامام يحيى وأخرى للتاجر اليهودي حبشوش.. وعندما تسير سيارة حبشوش يعتقد العامة انه الامام فيقومون احتراما..
وكان الامام. في ذلك الوقت يغير فوضع حارس يظل واقفا في جانب من السيارة كي يميز الناس بينه وبين حبشوش الذي عرف ايضا واشتهر بكرمه..
وعلى ذكر كرم التاجر حبشوش هناك طرفة تُحكى في صنعاء..
بأن احد اهالي ارحب حصل له ولادة طفل وكان معوزا فقيراً..
فذهب للإمام يطلب مساعدة فأعطاه 5 ريال ولكنها لا تلبي حاجته لمصاريف الطريق وللولادة..
فأشار اليه البعض بالذهاب الى احد التجار الاربعة بصنعاء في ذلك الوقت وهم السنيدار وغمضان وحبشوش وعسلان..
فذهب للتاجر اليهودي حبشوش فشرح له حاجته للمساعدة.. فأعطاه حبشوش 50 ريال أي عشرة أضعاف هبة الإمام يحيى..
وعاد الرجل الى الامام واخبره بما اعطاه حبشوش فاشتعلت الدماء بعروق الإمام يحيى حميد الدين وفرض ضرائب باهظة على تجارة اليهودي حبشوش انتقاماً من موقفه الكريم الذي كشف بخل الإمام وعراه على الملأ.
* الصورة للحاخام حاييم حبشوش