كشف مسؤول في مكتب الصحة بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، السبت، عن الأسباب الرئيسية التي تقف وراء عودة تفشي فيروس “حمى الضنك” بالمحافظة، وارتفاع ضحايا الإصابات بالوباء خلال الفترة الأخيرة.
وقال مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بتعز، تيسير السامعي، إن “حمى الضنك مستوطنة في تعز منذ 20 عام، وتنتشر الآن بسبب أزمة المياه التي تعاني منها المحافظة”.
كما عزا ذلك، إلى قيام المواطنون بتخزين المياه داخل الخزانات؛ ما يجعلها بؤرة لانتشار البعوض الناقل للفيروس المسبب للحمى والمؤدي للوفاة.
وطالب السامعي، السلطات الحكومية الممثلة بمكتب الأشغال ومكتب النظافة والتحسين، بالقيام بدورها من أجل مواجهة هذا الفيروس (حمى الضنك)، كون مواجهته تتطلب جميع قطاعات الدولة وليس فقط قطاع الصحة.
ولفت إلى أن “آخر إحصائيات الإصابات وصلت إلى 8500 حالة منها 8 حالات وفاة، داعياً المواطنين التعاون مع المكتب بإزالة بؤر انتشار البعوض من خلال تغطية الأواني المكشوفة وإزالة أماكن تجمعات المياه.
وتشكو السلطات الصحية في تعز، من ضعف الدعم الدولي للقطاع الصحي في المدينة الذي يعاني بفعل “حصار الحوثيين” والضغط على النظام الصحي في المدينة بفعل تفشي الأوبئة والأمراض.
ويعمل نصف القطاع الصحي في اليمن حيث تسببت الحرب في توقف النصف الآخر.
وتمثل حمى الدنج (الضنك) التي ينقلها البعوض أحدث تحد يواجه اليمنيون الذين يعانون من ويلات صراع مستمر منذ قرابة ثمان سنوات أودى بحياة الآلاف ودفع الملايين إلى شفا المجاعة وتسبب أيضا في تفشي الكوليرا على نطاق واسع.
يحتاج مريض “حمى الضنك” من ثمان إلى عشرة أيام، حتى تظهر أعراض الحمى الشديدة، والطفح الجلدي، وآلام المفاصل والعضلات، وقد تتضاعف أوجاعه، حال الإهمال في علاجه، ليأخذ شكل حمى الضنك النزفية، التي تؤدي إلى نزيف دموي وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم، بما قد يحدث الوفاة.
وتعاني اليمن من حرب منذ ثمان سنوات عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في 2014 وطردوا الحكومة اليمنية، التي دعت تحالف تقوده السعودية للتدخل لمواجهة الحوثيين الذي تدخل في مارس/آذار2015، ومنذ ذلك الحين قُتل عشرات الآلاف من اليمنيين، وتسببت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم -حسب الأمم المتحدة- حيث يحتاج 24 مليون يمني -من 30 مليوناً- للمساعدة الإنسانية العاجلة.