شيع جمع غفير من المواطنين جثمان الشخصية السياسية والعسكرية والدبلوماسية اللواء درهم نعمان , الذي تعرض لعملية إغتيال مساء الاحد الماضي نفذها مسلح باطلاق وابل من الرصاص عليه داخل منزله بمنطقة حدة بالعاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية للمشهد اليمني اليوم الخميس ان جمع غفير من المواطنين و الأقارب والأصدقاء شيعوا جثمان اللواء درهم نعمان في جامع الصالح بالعاصمة صنعاء وتم دفنه في مقبرة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في المنطقة نفسها .
وأضافت المصادر أن قيادي حوثي حذر أقارب الفقيد درهم من ذكر كلمة "جامع الصالح " اثناء إبلاغ أقاربه وأصدقائه لحضور الصلاة عليه خلال أي إعلان وذكر إسم "جامع الشعب"بدلا عنه والاكتفاء بإسم مقبرة الأحمر بدلا من مقبرة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر خلال إعلان مكان التشييع واستقبال مراسيم العزاء والذي حدد في قاعة الخيمة بتاريخ 20 أكتوبر والتي تكشف عن الحقد الحوثي للرئيس الراحل علي عبد الله صالح والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني السابق .
وكان قد أقدم مسلح يدعى حكم الاسودي الى منزل السفير اليمني السابق في اثيوبيا درهم نعمان، وباشر باطلاق اكثر من 20 طلقة عليه وعلى عدد الأشخاص المتواجدين في المنزل، حيث أصيب نعمان بثلاث طلقات في الرقبة والكتف والظهر ادت الى وفاته في الحال .
وتم القاء القبض على القاتل اثناء محاولته الفرار، وتسليمه لسلطات الأمن الخاضعة لميليشيا الحوثي في صنعاء.
ووفقا لمصادر سابقة فإن الجاني هو شخص معروف لدى أسرة درهم نعمان، وكان يحظى بعطف والدهم ودعمه وقام بتوظيفه .
ولم تتحدث المصادر التي من بينها احد ابناء نعمان عن دوافع عملية الاغتيال، لكن مصادر اخرى اشارت الى ان الجريمة تتعلق برفض درهم نعمان التدخل بطلب من القاتل لحل خلافات شخصية بينه وبين شخص اخر.
وقال نجل السفير الدكتور نشوان درهم ان القاتل احد أصدقاء والده مشيرا ان القاتل قام بأطلاق النار من مسدس على السفير بصورة مفاجئة ، مؤكدا ان والده كان يرعى القاتل منذ سنين طويلة.
وأفاد نشوان ان القاتل يدعى "حكم فتحي الأسودي" وهو احد الموظفين الذين يعملون مع والدي , وعن واقعة الجريمة افاد "نشوان" بوصول الأسودي الى منزل والده في منطقة حده بالعاصمة صنعاء و الذي كان يتواجد في غرفة حراسة منزله مع عدد من أبنائه وأصدقائه وحراسته، موضحا أنه دخل إلى الغرفة وباشر بإطلاق النار على الدبلوماسي نعمان وسط ذهول من كان حاضرا في المكان.
واكد هروب الاسودي ومن ثم تمت ملاحقته من قبل اهالي الحي والقبض عليه وتسليمه للأجهزة الأمنية والتي باشرت التحقيقات لمعرفة أسباب الجريمة و دوافعها .
وتشهد العاصمة صنعاء والتي تسيطر عليها الميلشيات الحوثية انفلاتا امني غير مسبوق منذ احتلالها من قبلهم .
ويعد اللواء درهم عبده نعمان والذي ولد في الأحكوم بمحافظة تعز، وتلقى تعليمه الأولي في عدن، تفتح وعيه السياسي مبكرا، حيث انخرط في صفوف الحركة الوطنية متأثرا بالتيار القومي العروبي.
مع قيام النظام الجمهوري في 26 سبتمبر 1962 والإطاحة بالحكم الإمامي التحق نعمان في صفوف الجيش الجمهوري وكان أحد قادة سلاح المظلات.
كما يعتبر نعمان احد أبطال فك حصار السبعين يوما عن العاصمة صنعاء.
وخلال مسيرة حياته المهنية تقلد نعمان عديد المناصب الرفيعة في الدولة، كان منها أول محافظ لمحافظة الجوف بعد ثورة سبتمبر 1962.
كما تولى منصب محافظ محافظة مأرب ثم محافظا لمحافظة ذمار، وشغل بعد عام 1990 منصب محافظ شبوة ولاحقا تولى رئاسة مجلس إدارة المنطقة الحرة في عدن، في حين كان آخر منصب حكومي سفيرا للجمهورية اليمنية بجمهورية اثيوبيا الاتحادية.