قالت شبكة "سي إن إن" إن ملفي اليمن والبترول ينعكس على العلاقات الأمريكية السعودية، معتبرة أن فشل تجديد الهدنة في اليمن قد يؤدي إلى زيادة تعقيد العلاقات بين البلدين.
ووفق الشبكة تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم حليفها في الشرق الأوسط بعد التخفيض الهائل لإنتاج النفط الأسبوع الماضي، من قبل أوبك بلاس، والذي يُنظر إليه على أنه "ازدراء من المملكة الغنية بالنفط لإدارة بايدن"، قبيل الانتخابات النصفية الأميركية، وفقا لسي أن أن.
وقال ماجد المذحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن "الأسباب غير المعلنة لعدم تجديد الهدنة هي أن الإيرانيين طلبوا من الحوثيين، بشكل مباشر، المساعدة في تصعيد الأمور في المنطقة".
وأضاف المذحجي لشبكة "سي إن إن"، أن "الإيرانيين والحوثيين في وضع سياسي صعب، والإيرانيين يتعرضون لضغوط هائلة وسط احتجاجات محتدمة في الداخل وربما يحاولون إبعاد خصومهم في الخليج عن طريق إبقائهم منشغلين بالصراع اليمني".
وحذر الحوثيون بالفعل المستثمرين من الابتعاد عن السعودية والإمارات لأنهم "محفوفين بالمخاطر" - وهي رسالة يُنظر إليها على أنها تهديد مباشر بأن الجماعة المدعومة من إيران مستعدة لضربهما مرة أخرى.
وقال بيتر سالزبوري، المستشار في مجموعة الأزمات الدولية لشبكة CNN: "مع الحوثيين، من الخطر دائما عدم أخذ تهديداتهم على محمل الجد".
وشن الحوثيون في السابق هجمات على السعودية والإمارات استهدفت بشكل أساسي حقول نفط ومطارات. وفي مارس الماضي، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على منشأة لتخزين النفط تابعة لشركة أرامكو في جدة. وفي يناير، قالوا إنهم كانوا وراء هجوم بطائرة مسيرة على شاحنات وقود بالقرب من مطار أبوظبي.
وكانت السعودية قد عبرت عن انزعاجها من حليفها الأمني القوي، الولايات المتحدة، بشأن هذه الهجمات، منتقدة إدارة بايدن بشأن ما اعتبرته تضاؤل الوجود الأمني الأميركي في الشرق الأوسط المضطرب.
وتفاقمت المخاوف الأمنية لدى دول الخليج بسبب المحادثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي مع إيران، والتي يمكن أن تؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، في حين يُخشى أن يؤدي ذلك إلى تعزيز وتسليح وكلائها الإقليميين - في الغالب الحوثيين، وفقا لسي أن أن.
وقالت "سي إن إن" إن أقوى حليف أمني للسعودية هو الولايات المتحدة، وتقليديا كان الاتفاق غير المكتوب بين البلدين هو النفط مقابل الأمن - وبالتحديد ضد العداء الإيراني، مستدركة: "ولكن الآن، بينما تتحدى السعودية الولايات المتحدة بخفضها الأخير للنفط من قبل منظمة أوبك، فإن العلاقة بين البلدين تتعرض لضغوط متزايدة".
وقال سالزبوري إنه مع التردد الموجود بالفعل في سياسات الكونغرس لزيادة الدعم العسكري للسعودية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد بدعم سريع لحليفها في الشرق الأوسط في حالة اندلاع أي دوامة عنف.