أفادت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بأن 46 في المئة من أطفال اليمن يعانون من مرض التقزم وسط انتشار سوء التغذية في البلاد.
جاء ذلك في تقرير حديث عن المنظمة، إذ قال “يعاني حوالي 46 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة في اليمن من التقزم المزمن، الذي سيعيق نموهم العقلي والبدني وإنتاجيتهم مدى الحياة، مع زيادة التعرض للأمراض المزمنة في مرحلة البلوغ، ما يعرض رأس المال البشري للخطر”.
كما أضاف التقرير أن ”التقديرات تشير أيضا إلى أن ما لا يقل عن 362 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد والمزمن على حد السواء“.وحذر التقرير من أن ”الأطفال المتأثرين بنقص التغذية أكثر عرضة للوفاة بـ9 مرات على الأقل مقارنة بأقرانهم”.
وأفاد تقرير دولي صادر في العام 2017 أن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن لا تزال تثير القلق خصوصا مع إصابة ثلث الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات بتقزم شديد.
وأشار التقرير الذي تم إعداده بالاشتراك مع البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت عنوان تقييم الفقر في اليمن، إلى أن الفقر في البلاد يقف وراء معاناة العديد من الأطفال من التقزم الشديد وانخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي.
كما ذكر التقرير أن البيانات المتوفرة حول ظاهرة التقزم تفيد بأن الفرق بين أطفال القرى وأطفال المدن في هذا المجال أكبر بكثير من الفرق بين هاتين الفئتين في المجالات الأخرى المرتبطة بسوء التغذية.
وأوضح أن نسبة التقزم لدى الأطفال وصلت إلى 53.1 في المئة ونسبة النحافة إلى 12.5 في المئة ونسبة انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي إلى 45.6 في المئة. كما أشار إلى أن هذه العناصر الثلاثة هي التي تستعمل لقياس نسبة سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة.
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، تعتبر نسبة سوء التغذية في اليمن من بين أعلى النسب في العالم، كما أن نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة تصل إلى 76 في الألف وبين الأطفال دون سن الخامسة إلى 102 في الألف.
والتقزم هو عبارة عن نقص في القامة ينتُج عن حالة وراثية أو طبية.
وعادة ما يعرَّف التقزم على أنه بلوغ طول الشخص البالغ أربع أقدام و10 بوصات (147 سنتيمترا) أو أقل. ويبلُغ متوسط أطوال الأشخاص البالغين المصابين بالتقزم حوالي 4 أقدام (122 سنتيمترا).
والعديد من الحالات الطبية المختلفة تُسبِّب التقزم. وبشكل عام، يتم تقسيم الحالات إلى فئتين أساسيتين:
التَّقزُّم غير المتناسب: إذا كان حجم الجسم غير متناسق؛ حيث تكون بعض الأجزاء صغيرة وأجزاء أخرى متوسطة الحجم وأجزاء أخرى يزداد حجمها عن الحجم المتوسط. وتثبِّط الاضطراباتُ المسببة للقزامة غير المتناسقة نموَّ العظام.
والتقزم المتناسق: ويُعد الجسم ضئيلا بشكل متناسق إن كانت جميع أجزائه صغيرة بالدرجة نفسها، وتبدو متناسقة كما في الأجسام المتوسطة القامة. كما أنَّ المشكلات الطبية الحادثة أثناء الولادة أو التي تظهر في بواكير الطفولة تحُدُّ النمو والتطور بشكل عام.