ضمن مساعيها لطمس معالم ورموز الجمهورية الثائرة على الحكم الإمامي، ألغت المليشيا الحوثية اسم مستشفى "الشهيد العلفي" في مدينة الحديدة، وحولته إلى "مستشفى الساحل الغربي الطبي التعليمي" واستبدلت أسماء شخصيات وقيادات ثورية لها دلالات وطنية. ومنذ استيلائها على السلطة عمدت الميليشيا الحوثية الى طمس أهم المعالم والشواهد المرتبطة بثورة سبتمبر المجيدة التي تحل علينا ذكراها ال60 من خلال تغيير أسماء بعض الشوارع والمدارس والمستشفيات، وحتى القاعات الدراسية في الجامعات الحكومية والساحات والمتاحف والميادين واستبدالها بأسماء أخرى للصرعى من قياداتها السلالية في انتهاك سافر لرمزية ومكانة والدلالة التاريخية اليمنية، وسعيا منها لطمس الهوية الوطنية. حيث قامت المليشيا الحوثية بتغيير اسم حديقة "الجندي المجهول" إلى حديقة "الشهيد الصماد"، عقب سنوات من اعتدائها السافر على النصب التذكاري للجندي المجهول، وتحويله إلى "ضريح الصماد"، وبناء مجسم كبير تحول إلى مزار كربلائي لأنصار الحوثيين، كما غيرت اسم "ميدان السبعين" الذي يرمز إلى الثورة والجمهورية ضد الإمامة وهزيمتها، إلى "ميدان الصمود"، و"شارع الزبيري" أطلقت عليه تسمية شارع "الرسول الأعظم". وغيرها من أسماء الشوارع، والمؤسسات التي سعت المليشيا إلى تغييرها؛ كنتاج لحقدهم الدفين على ثورة الــ 26 من سبتمبر المجيدة. وغيرت المليشيا اسم "مستشفى 48" الذي يخلد اسمه العام الذي شهد أول انتفاضة يمنية في القرن العشرين ضد نظام الإمامة عام 1948 إلى مستشفى "الصماد". كما قامت بإخفاء وسرقة مخطوطات تاريخية وأشياء ثمينة خاصة بتلك الأسماء ذات علاقة بـ الثورة والجمهورية من عدد من المتاحف اليمنية. في سبتمبر 2017، أقدمت ميليشيا الحوثي، على نهب عدد من الصور التاريخية والوثائق المهمة الخاصة بأحداث اليمن وثورة 26 سبتمبر 1962م التي قضت على حكم الأئمة، وثورة 14 أكتوبر، في المتحف الحربي وسط العاصمة صنعاء. حيث نهبت مليشيا الحوثي، الصور من المتحف واستبدلتها بصور وشعارات ليوم انقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر عام 2014. وكانت مليشيا الحوثي قد أقدمت على تخصيص أحد حانات المتحف الحربي لصور القيادي في الجماعة "طه المداني" وكذا ملابسه وعتاده العسكري، في محاولة لإبراز المداني كـ"بطل وطني". وقتل "المداني" في معارك مع الجيش اليمني مطلع 2017م ويعتبر من أهم قيادات مليشيا الحوثي الانقلابية وكان إحدى حلقات الوصل المهمة بين إيران وميليشيات الحوثي. وفي مطلع العام 2017 تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مسلحين حوثيين يتجولون على متن سيارات قديمة كانت معروضة في المتحف الحربي بصنعاء. وفي مطلع آذار/مارس 2018، قامت مليشيا الحوثي بنقل مقتنيات الرئيس الحمدي من المتحف الحربي بصنعاء الى جهة مجهولة. وافادت مصادر مطلعة إن الحوثيين قاموا بإخفاء مقتنيات الرئيس اليمني الراحل ابراهيم الحمدي من المتحف الحربي بالعاصمة صنعاء، ونقلوها الى جهة مجهولة، ووضعوا مكانها بالمتحف صور زعماء المليشيات، ومنشدها الصريع "لطف القحوم" اضافة الى بعض قتلى الجماعة. وسبق وان اصدرت جماعة الحوثي، في مطلع 2017، قرارا بتغيير اسم القصر الجمهوري بصنعاء، واستبداله بمسمى “مقر المجلس السياسي الأعلى” التابع للانقلاب.
وتمارس مليشيا الحوثي حملة تشويه عبر وسائل إعلامها وناشطيها والذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ثورة 26 سبتمبر، في محاولة لاطفاء وهجها وطمس معالمها ومحو آثارها لكنها خالدة في قلوب وعقول اليمنيين.