التقيت يمنياً وزوجته في أحد شوارع القاهرة،
باع ذهب زوجته وأرضه وعاش رعباً لأشهر
كان الأطباء في صنعاء قد أخبروه بأن امرأته مصابة بالسرطان،
قضي مدة لا أعرفها هناك ينفق أمواله في العيادات والصيدليات وغرف الفنادق والمطاعم الرخيصة وباصات النقل تاركاً أولاده هناك في إحدى قرى المحويت خائفات البعد والمصير لوالدتهن في صنعاء
انتقل إلى القاهرة قبل ثلاثة أشهر
قال له أول طبي هنا إن زوجته بخير وليس ثمة أكثر من كيس دهني أو مائي لا أتذكر ماذا قال بالضبط،
لم يصدق وزار أكثر من عيادة وطبيب وواصل العلاج
زوجتي الآن بخير وسأعود إلى اليمن في أقرب رحلة
قالها فرحاً
ثم قال ولكن من يعوضني ما بعت؟
لم أعد أملك أي شيء
أردف وهو يبتسم ابتسامة موجوعة: لا أريد منك شيئاً
فقط أريدك أن تتحدث عن ألف قصة شبيهة
هل تستطيع؟
كنت قبله قد تعرفت على عشرات الحالات العالقة هنا عاجزة عن مواصلة العلاج أو حتى العودة
قلت له: لا أستطيع فعل شيء لكنني أستطيع البكاء.