بعد مرور نحو ستة أشهر على سريان الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، والتزام الحكومة بتنفيذ كافة ما عليها من التزامات بموجب هذه الهدنة، وتقديمها المزيد من التنازلات في ما يتعلق باستيراد الوقود، يواجه الحوثيون اليوم إجماعاً دولياً غير مسبوق ضد تنصلهم من تنفيذ التزاماتهم وخرقهم المتكرر الهدنة، وأصبحوا مطالبين بتنفيذ ما عليهم، والذهاب نحو تمديد وتوسيع الهدنة أو مواجهة عزلة دولية أشد.
وقال اثنان من الدبلوماسيين اليمنيين، في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام، إن سفراء الدول العظمى الخمس طلبوا من الجانب الحكومي تقديم تنازل إضافي في ما يخص السماح بدخول شحنات الوقود إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين رغم عدم التزام المستوردين بالشروط والضوابط التي وضعتها الأمم المتحدة للاستيراد، وخاصة تقديم شهادة بلد المنشأ للشحنات المستوردة، وأن المجتمع الدولي سيتولى مهمة إدانة الحوثيين وعزلهم، وهو ما تم في البيان الصادر منذ أيام عن المجلس.
كما أكد المصدران أن المجتمع الدولي مصمم على تمديد وتوسعة الهدنة التي تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، وأن أي رفض من الحوثيين سيقابل بمزيد من العزلة الدولية.
بدورها، دعت الولايات المتحدة جميع الأطراف إلى الاستعداد لتقديم تنازلات، وإعطاء الأولوية لمستقبل أكثر إشراقاً، ووضع اليمن على طريق السلام والتعافي. وأكدت الخارجية الأمريكية أن المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ عاد إلى واشنطن من رحلته في المنطقة، ولمس إجماعاً على توسيع الهدنة التي لا تزال الفرصة المثلى لتحقيق السلام، والتي كانت السبب في فترة غير مسبوقة من الهدوء والأمل.
وذكر المبعوث الأمريكي أن كل الذين قابلهم أجمعوا على دعمهم اتفاقية هدنة موسّعة، تشمل دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية وتحسين حرية الحركة من خلال فتح الطرق ونقل الوقود بسرعة عبر الموانئ، وتوسيع الرحلات التجارية من مطار صنعاء. وشدد على أن الوقت قد حان لكي يوقف الحوثيون الإجراءات التي تعرض الهدنة للخطر، وأن عليهم أن يتعاونوا مع الأمم المتحدة ويدعموا اتفاقية هدنة موسعة ستجلب فوائد جديدة لملايين اليمنيين، من بينها إيصال الأموال إلى عشرات الآلاف من المعلمين والممرضين، وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية الذين عملوا لفترة طويلة من دون أجر.
المجتمع الدولي رحب بالخطوة التي أقدمت عليها الحكومة اليمنية لضمان وصول فوائد الهدنة إلى جميع اليمنيين بكل السبل، بما في ذلك الإجراءات الاستثنائية الأخيرة لتجنّب أزمة الوقود بعد أن أدّى أمر الحوثي إلى تراكم السفن في الموانئ.