نفذ قيادي حوثي أول تمرد على سلطة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ورفض قرارا بعزله من منصبه في إدارة الهيئة العامة للأراضي، والتخطيط العمراني، في خطوة ضمن صراع اجنحة ميلشيات الحوثي على العقارات في محافظة إب التي تعد الأغلى مقارنة بالمحافظات اليمنية.
وأصدرت مليشيا الحوثي قرارا يقضي بعزل القيادي الحوثي "علي بن علي النوعة" من منصب مدير هيئة الأراضي في محافظة إب وتعيين بديل له يدعى أكرم شرف الدين مطلع الشهر الجاري.
وقالت مصادر مطلعة إن "النوعة الذي يشغل أيضا منصب وكيل محافظة إب، رفض قرار العزل، متحججا بعدم قانونيته، بالإضافة إلى ان ذلك يندرج ضمن صراع بين الحوثيين من أبناء المحافظة والقادمين من خارجها".
وأصدر قرار العزل للنوعة الذي ينحدر من إحدى مديريات محافظة إب، من قبل هاشم الشامي مدير هيئة الأراضي لدى جماعة الحوثي في مناطق سيطرة الجماعة في الثالث من سبتمبر الجاري.
وفي 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، ذاته ادعى الوكيل النوعة المعزول من هيئة الأراضي أن هجوما القنابل استهدفت منزله، ثم حشد أنصاره المسلحين في اليوم التالي تحت مبرر التضامن معه.
وعقب رفض "النوعة" قرار العزل نشر المدير الجديد الذي لم يتمكن من استلام عمله إعلانا بصحيفة الثورة الحوثية بتغيير ختم هيئة الأراضي والسجل العقاري.
وقالت مصادر محلية وإعلامية، إنه في اليومين الماضيين شكل محافظ اب المعين من قبل الحوثيين عبد الواحد صلاح لجنة للإشراف على عملية استلام وتسليم بين المدير المعزول النوعة والمدير الجديد شرف الدين لكن تمرد النوعة استمر على رفضه.
والأحد أعلن شرف الدين في رسالة إلى هاشم الشامي اعتذاره عن قبول منصب مدير هيئة الأراضي في محافظة إب نتيجة لما قال إنها شروط فرضها عليه نافذون في محافظة إب يلزمونه فيها بالخضوع لهم، ولم يكشف المدير الحوثي عن الشخصيات النافذة التي فرضت عليه الشروط ويخشى من العمل في ظل رفض المدير المعزول "النوعة" والذي يستقوى بكونه من أحد أبناء المحافظة وله الأولوية في المنصب.
ويعد الصراع على العقارات في محافظة اب من ضمن الملفات المعقدة، وخاصة تلك التي تخص الدولة، حيث خلقت الحرب نافذين من قيادات ميلشيات من مستويات متعددة، سواء ممن هم أبناء المحافظة، او أولئك القادمين كمشرفين ومسؤولين من صنعاء وصعدة.