في العامين 2007 و2008، أجريتُ حديثين صحفيين عبر الهاتف مع عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي -قبل أن تُعرَف بـ "أنصار الله".
الحديث الأول نُشر في صحيفة "الغد" الأسبوعية، والثاني في صحيفة "المصدر" الأسبوعية.
في العام الذي أجريت فيه الحديث الأول، كنت طالباً في كلية الإعلام جامعة صنعاء سنة ثالثة، وكان بمناسبة تعثّر لجنة الوساطة القطرية بعد ما سُمِّيت بـ الحرب الرابعة من سلسلة حروب صعدة.
والحديث الثاني كنت في السنة الرابعة، وكان بمناسبة انطلاق شرارة "الحرب الخامسة".
من المهم معرفة هذه المعلومة [على الأقل لأسباب تخصّني].
عندما أطلعت على نصّ الحديثين اليوم خطرت ببالي انطباعات وأفكار كثيرة عن تلك المرحلة التاريخية وعن نبرة الأسئلة في كل واحد منهما، ربما سنكتب عنها يوماً ما.
مرتاح لكوني استخدمت كلمة "دولة" في أسئلتي خلال الحديث الأول، أما في الحديث الثاني فلاحظتُ أنني كنت أكثر تأثراً باللغة السائدة في خطاب المعارضة تجاه كثير من القضايا ومنها حرب صعدة، فاستخدمت مثلاً لفظ "سلطة" للإشارة إلى الجانب الحكومي.
هناك فارق دقيق بين اللفظين لم نكن نعيه في ذلك الوقت، ولا يتسع المجال لشرحه.
والأهم من كل ذلك أننا كنا حينها صحفيين في بداية مشوارنا والآفاق أمامنا مشرعة، ولم نكن نعرف أن انهيار البلاد الذي نعيشه اليوم كان في بداية مشواره أيضاً.
سأنشر الحديثين هنا على التوالي للتوثيق لا غير.
…
عبد الملك الحوثي لـ"لغد":
أطالب بلجنة منصفة للتحقيق في من بدأ الحرب [يقصد الحرب الرابعة]
محمد العلائي [2007]:
كان عبدالملك الحوثي، مساء الأربعاء الفائت يتحدث لـ"الغـد" ( في الحوار التالي) عن صعوبة التواصل مع لجنة الوساطة مباشرة. وبعد نحو 48 ساعة كان أعضاء اللجنة يمضون نهار الجمعة إلى جواره في مكان تواجده.
الحوثي في حديثه لـ"الغـد" أفصح عن اتصالات غير مباشرة، أجراها مع رئيس الجمهورية. وقال أن هناك مسألتين تعيقان الاتفاق هي: طريقة التنفيذ، والأولويات.
وجدد مطالبته بلجنة "من العدول وتعتمد المنهجية الإسلامية والقانونية" للتحقيق في من بدأ الحرب، مؤكداً، أنه في حال ثبت أنهم المبتدئون، استعدادهم تحمل أي مسئولية.
فإلى نص الحديث:
** تحدثتْ أخبار، مطلع الأسبوع الفائت، عن لغة فظة وقاسية، بدرت منك تجاه الوساطة القطرية، ما أدى إلى إثارة حفيظة الدوحة وسحب موفديها للتشاور. ما مدى صحتها؟
* أعتقد أنه لم يحدث منا أي إساءة نحو الأخوة القطريين. منذ البداية كنا نقدر ما يقومون به من جهد إنساني ومشرف، ونحن نكن لهم كل الاحترام، ونعتبر ما يقومون به من جهد هو خدمة لكل اليمنيين. عندما سافر الأخوة القطريون اتصلنا بهم، وأبلغونا أنه تم استدعاؤهم للتشاور وتقييم العملية، على أساس أن لديهم الكثير من الوثائق وما تم تبادله ونقاشه، وهم يريدون دراسة ما تم إنجازه وتقييم العملية برمتها.
** يعني ليس هناك رسالة منك شخصياً أغضبتهم؟
* لم يحصل من قبلنا ما يسيء إليهم على الإطلاق، كنا دائماً، سواء في الرسائل، أو الاتصالات، نؤكد احترامنا الكبير لهم، وفي نفس الوقت حين اتصلنا بهم أثناء سفرهم لم نعرف، من خلال الاتصال، أنه موقف على أساس إساءة صدرت من جانبنا، لأنه لم تحصل أصلاً إساءة، وأبلغونا أنه تم استدعاؤهم لتقييم الخطوات التي قُطعت.
** هناك اتصالات مباشرة جرت مع الرئيس، أليس كذلك؟
هناك بعض الرسائل التي بعثناها إليه، واتصالات غير مباشرة، كنا نتواصل مع بعض الأخوة في صنعاء، وهم بدورهم يوصلون الصوت.
** أفهم أنه لم تجرَ اتصالات مباشرة؟
* لا. لم يتم اتصال تلفوني مباشر. إنما رسائل مكتوبة فقط، أو تواصل عبر بعض الأخوة في صنعاء.
** ما دمت وقعت على بنود الاتفاق، لماذا لم تلتزم بها؟
* المشكلة ليست في الاتفاق. هناك مسألتان: طريقة تنفيذ الاتفاق، والأولويات.
** لكن البنود لا غبار عليها...؟
* نعم. الإشكالية هي الأولويات وطريقة التنفيذ، المسألة الثانية: هناك بعض التفاهمات الهامة غير المعلنة، تساعد على نجاح الاتفاق. البعض يقدم طرق تنفيذ معقدة، رغم أن هناك طرقاً كثيرة غير معقدة.
** تحدثت عن تفاهمات، متى تمت؟
* التفاهمات من قبل إعلان الاتفاق ووقف إطلاق النار. المسألة الأخرى، أنه تم تطبيق جانب كبير من الاتفاق، لكن كنا نطالب أن يُلحظ أثناء التطبيق، ما لنا وما علينا، وليس ما علينا فقط. ونستاء عندما يركز بعض أعضاء اللجنة على ما علينا فقط. يبذلون كل الجهد لتطبيق ما علينا.
** لكن تصريحات كل أعضاء اللجنة تكاد تجمع على أن هناك عراقيل تضعونها، أو بعض أتباعكم، في طريق المفاوضات؟
* يا أخي هناك عراقيل وضعت، وكان المفترض أن لا تكون عراقيل. مثلاً هناك الاتفاق على مسألة خروج الجيش من بيوت الناس ومزارعهم.
** هل هو بند من بنود الاتفاق؟
* هذه قضية تم التفاهم عليها. خروج الجيش من بيوت الناس وقراهم. لكن اللجنة لم تلق لها أي اهتمام، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للعائدين، أو بالنسبة للنازحين.
في نفس الوقت، هي حق مشروع لم يكن ينبغي التعصي عليها. ورغم صدور أمر من الرئيس بذلك، لم نلحظ التجاوب بالشكل المطلوب. لا يزال هناك أكثر من 300 بيت مسكون بالجيش، بينما الأهـالي مشردون.
وهناك الاختلاف في مسألة الأولويات، مثلاً من جانبنا، رأينا أن يوضع بعين الاعتبار الجانب الإنساني، فالمناطق السكنية يكون لها أولوية في إنهاء التوتر والتمترس فيها، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وهناك مناطق كثيرة، افترضنا أن يكون لها أولوية، باعتبارها مناطق مسكونة، وسيستفيد كثير، ليس نحن فقط، أو الطرف الأخر.
** بالتأكيد مطالب مشروعة، لكن هناك نقاط اتفاق يجب الخلوص منها، وتنفيذها كاملة، وبعد ذلك أظن أن الجيش سيخرج تلقائياً من هذه القرى والبيوت؟
* نحن قمنا بتنفيذ جزء كبير من الاتفاق، أطلقنا الأسرى وأخلينا الجبال في 7 مديريات، أضف إلى ذلك تسليم المديريات والمناطق التي فيها إدارات أمن، ومنشآت حكومية. وعودة الموظفين إلى أماكنهم, في قطابر، وباقم، كتاف، مجز، غمر، وطالبنا أن تستمر العملية في بقية المديريات. نقول للجنة هناك مناطق أكثر أهمية، والحل فيها يمثل إيجابية.
** من يحدد أن هذه المناطق أكثر أهمية؟
* نحن نلحظ الجانب الإنساني، وهذه المناطق مهمة لأنها مسكونة، كذلك الجانب الاستراتيجي. المناطق التي توجد فيها الخطوط العامة، المنافذ، المنشآت الحكومية، كل توابع الحياة، النازحون. ليس تعصياً من جانبنا في تنفيذ الاتفاق، نحن نقوم بتنفيذه، ونختلف في بعض الأمور، مثلاً نطالب بوقف الحرب، على شعلل وذويب ولا يتم التجاوب، ونحن نعمل على التفاهم إيجابياً لخلق الثقة والطمأنينة، وفي نفس الوقت، هذا من ضمن الاتفاق. في الفترة الأخيرة حصلت جملة من الاعتقالات، وهذه المسألة تتنافى مع الجهود المبذولة لحل المشكلة. أيضاً يوجد انتشار عسكري مكثف جداً، بطريقة أقلقت المواطنين، وإطلاق النار، كما حصل في مديرية حيدان، مما تسبب في إصابة طفلة. وهكذا تحصل تصرفات كثيرة.
** هم يتحدثون عن خروقات من قبلكم...؟
* التقارير التي تتحدث عن خروقات منا، غير صحيحة على الإطلاق، كنا ومازلنا نؤكد على أهمية وجود رقابة لديها المصداقية في النقل, ولجنة لتقصي الحقائق تعتمد على المنهجية الإسلامية الشرعية للإطلاع على الواقع.
** يقول البعض أن هناك إقحاماً للجنة الوساطة في تفاوض مع أتباعك، كالرزامي، وأنت وقعت عنهم أساساً. وهو ما اعتبرته اللجنة توزيع أدوار لكسب الزمن؟
* نحن لا نعمل لكسب مزيد من الوقت لأغراض مشبوهة. هناك عوائق ومشاكل موجودة، هي بحاجة إلى حل، ولا يمكن تجاهلها، فهي تسبب تذمر الكثير من الأخوة، فعندما نطالب بحل بعض المشكلات التي تسبب في إبطاء العملية، لا يعني كسب المزيد من الوقت.
** طيب هذه إشكالات ثانوية، وطبيعي أنها تبرز.؟
* العوائق التي توسع الفجوة، وتسلب الاطمئنان والثقة، الصحيح أن تعالج، وهي قابلة للعلاج.
** هي من الطرفين، ومنبعها الجانبان، وبالتالي تحتاج إلى معالجة، مع المضي في التنفيذ؟
* التركيز على ما علينا، وتجاهل ما لنا، يسبب مشاكل، ويثير مخاوف بعض الأخوة بعدم المصداقية.
** باعتبار أنك وقعت على الاتفاق، وأصدرت البيان، لماذا لا تتفاوض مع لجنة الوساطة مباشرة، بدل المراسلات مع الرئاسة؟
* بالنسبة للجنة الموجودة في صعدة، ولصعوبة اللقاءات، فنحن في العادة نكلف من يذهب إلى اللجنة، ويتحاور معها، في كثير من القضايا، لكن هناك قضايا، نلحظ أن اللجنة بمفردها، لا تستطيع أن تبت فيها، ولا بد من مساعدة من "فوق". وقد لاحظنا إيجابية تدخل القيادة السياسية في كثير من الأمور.
** الأسلحة الثقيلة، هل ما زلتم متمسكين بتسليمها، سيما وأنكم ستسلمون المواقع والجبال، فلم التشبث بها، هل تدخرونها لجولات قادمة؟
*الاتفاق لم يتضمن عبارة "ثقيلة"، ليس لدينا ترسانة رهيبة.
** المتوسطة أقصد...؟
*نحن لم نكن نمتلك الأسلحة كتنظيم.
** إذاً من مدكم بكل هذه الأسلحة، التي استطاعت الصمود كل هذه المدة؟
* ليست المسألة من مدنا، السلاح الذي كان يتوفر لدينا، هو نفسه الموجود لدى كل يمني، لا توجد ترسانة حربية مختلفة، هي أسلحة عادية...
** ما رأيك في استخدام السلاح لتحقيق المطالب أياً كانت؟
*دائماً لم نستخدم السلاح لتحقيق المكاسب، أبداً، الأساسية، ولا غيرها. فقط في حالة واحدة: الدفاع المشروع عن النفس، عندما يتم العدوان علينا، ونحن دائماً نؤكد على الحوار، لحل الكثير من القضايا، أو هناك طرق غير طريق الكفاح المسلح، لتحقيق المطالب أو لمواجهة المظالم. وهناك شواهد كثيرة: كانت تتم الكثير من الاعتقالات قبل 2004، على مدى عام، في صعدة، وكان المطلوب تستلمه السلطة وتزج به في السجن. وصبرنا على ذلك.
** في سبيل ماذا. ما هي القضية التي تستميتون في سبيلها؟
* أعتقد أنه عندما تشن الحرب علينا، نصبح في موقف الدفاع.
** هذه دولة تريد تأدية وظائفها المعروفة وبسط نفوذها؟
* ليست بحاجة لأن تشن حرباً. دائماً نحن نحاور ونتفاهم، وليست في حاجة لشن حرب.
فمثلاً عندما يفرض علينا نشاط ثقافي، أو يفرض علينا توجه سياسي معين ثم نرفض، هنا تعتبر قضية الحرية لنا حق مشروع. الحرية المكفولة بموجب الشرع والدستور والقانون، هذه قضية أساسية لدينا. وعندما نُمنع من نشاط ثقافي، أو يفرض علينا توجه سياسي، ثم لا نقبل به، وتُشن الحرب علينا، نكون في موقع الدفاع.
** أنت تعترف بالدستور والقانون، وتوجد قنوات رسمية يلجأ إليها المواطن في حال تعرض لهضم أو ظلم، أو قمع: القضاء، النضال السلمي، وأشياء كثيرة، غير رفع السلاح في وجه دولة، مهما كان رأيك فيها؟
* في كثير من المظالم إما نتغاضى عن البعض، أو نتحدث، أو نشكو، أو ما شابه، أما عند الهجوم العسكري المسلح فهذه مسألة أخرى. ففي الحرب الأخيرة استمرينا، على مدى 3 أيام، نتعرض للضرب الصاروخي والمدفعي، ونحن نصدر بيانات، سواء موجهة إلى السلطة أو للأحرار الشرفاء. وكنا حاضرين للتفاهم والحـوار.
** لكن نحن كمتابعين لا نعرف من البادئ كي نقول أن الدولة شنت حرباً عليكم أو العكس؟
* عندما فرضوا التعتيم الإعلامي المطبق على المنطقة كان, بالدرجة الأولى، لتغطية كثير من الأمور، فلذلك هم كانوا محتاجين للتعتيم الإعلامي في المنطقة، ولم يفتحوا المجال للآخرين لمعرفة الحقيقة، وترك المجال للوسائل الإعلامية المتحيزة لتنقل الواقع.
المواجهة الأولى في الحرب الأخيرة كانت في مذاب، وأرسلنا رسالة للرئيس على أساس لجنة تحقيق تصل إلى نتيجة من هو المبتدئ، وما إذا كنا نحن المبتدئين نحن مستعدون أن نتحمل أي مسئولية.
** هل تجاوبوا إزاء هذا الأمـر؟
*لا، لا, لم يتجاوبوا. كان هناك حتى ترتيبات إعلامية لشن الحرب، على مدى شهر كامل. وكثير من المراقبين والإعلاميين لا يهتمون بالأحداث، إلا عندما تصل إلى ذروتها.
** حتى خطابكم لا يحمل الكثير من المعلومات، هو في أغلب الأحوال شعارات لتأجيج العواطف، ولا يستطيع المتابع القبض على حقيقة أو معلومة؟
*قلنا التعتيم الإعلامي هو لغرض حجب حقيقة من المبتدئ، وحجب المظالم في الميدان. وكنا، ومازلنا، في بداية الحرب، وأثناء الحرب، نؤكد على أهمية تشكيل لجنة تحقيق من عدول اليمن، وعلى أن تعتمد المنهجية الإسلامية والقانونية، للوصول إلى الحقيقة. الأمر الآخر في صعدة أناس كثيرون يعرفون الكثير من الحقائق، إنما كيف ترفع حالة الخوف ليقول الكل الواقع، ويكونوا بمثابة الشهود. نحن، ليست لدينا مشاريع حربية وقتالية. نحن نأسف لما يحصل...
** لكن ما يجري على الأرض هو أنكم تُخضعون مناطق تحت سيطرتكم ونفوذكم؟
* المشكلة, المشكلة ليست من جانبنا, نحن ضحية بالدرجة الأولى.
** ما يحصل هو إخضاع مساحات لهيمنتكم؟
* لا, هو يحصل نتيجة الحرب، لكن ما حدث بعد الحرب، هو تسليم المناطق ورد الحقوق وإخلاء المديريات، وتسليم الخطوط والمنافذ الرئيسية إلى المملكة العربية السعودية، وما شابه.
** حينما تأتي الدولة بكل قيمتها السياسية والأخلاقية لتحاوركم، بوصفكم جماعة مسلحة، هل هذا مدعاة لأن تكونوا أكثر ليونة وانصياعاً لجهود السلام؟
* نحن لم نكن جماعة مسلحة. ومسألة السلاح ليست قضية أساسية، فهو ليس وسيلة أساسية لدينا، هو لضرورة الدفاع فقط, ونؤكد دائماً أننا مستعدون للتحاور والتفاهم، وعلى الأسس المقبولة لدى الكل.
** كل مواطن يُحجر عليه التعبير الثقافي يحمل السلاح...؟
* المسألة عندما يُعتدى على الإنسان، عندما يهاجم، يضطر للدفاع.
** قبل فكرة "الحوثية" كانت النبرة المذهبية معدومة، أو لنقل خافتة، فلماذا بعثتموها مجدداً بهذا الزخم؟
* أول من بدأ استخدام هذا الخطاب, هو الإعلام المحسوب على السلطة. الصحف المحسوبة على السلطة، هي بدأت الحديث بهذه النبرة. ثم في الواقع نفسه حصلت بعض التصرفات، فمثلاً في محافظة صعدة_ شيء معروف ومؤكد لا يمكن إنكاره من عاقل أو فاهم_ تم إغلاق المدارس التي كانت تدرس الفكر الزيدي بشكل عام, حتى غير المحسوبة علينا، توزيع المنشورات التكفيرية في المحافظات. نحن لسنا مع إثارة النعرات المذهبية، لكن هناك جهات تتحرك في الميدان تحت عمائم مذهبية.
** أنتم تستخدمون التكفير أيضاً...؟
* نحن ضحية مثل هذه الأمور، ولا نعتمد الخطاب التكفيري. هناك جهات تستخدم الخطاب الديني ضدنا، وهذا معروف حتى أثناء الحرب، أنت تعرف وغيرك أنه تم تغيير الخطاب الديني والفتاوى ضدنا.
** أنتم أيضاً تستخدمون الفتوى لشحذ حماسة المقاتلين؟
* ليست مسألة فتاوى، في الواقع عندما يُعتدى على الناس، هم أنفسهم تلقائياً يعرفون أن لهم حقاً مشروعاً في الدفاع عن النفس، أي ليس على أساس تكفير، ولكن على أساس مواجهة عدوان. أنت تعرف اجتماع جمعية علماء اليمن، وتعرف الفتاوى التي صدرت ضدنا.
** لو دولة معينة، ليس اليمن فحسب، أرادت إلقاء القبض على رمز سياسي أو ديني، بتهمة قد لا تكون صحيحة، هل هذا يجوّز له الممانعة والمواجهة بالسلاح، أم عليه أن يذعن، ولو كانت الدولة تعتقد خطأً أنه مذنب؟
* قلنا منذ البداية، نحن كنا نؤكد أننا مستعدون للإنصاف من أنفسنا. لكن عندما كانت هناك تعاملات حتى غير قانونية، وهي استهداف عسكري بالدرجة الأولى، كانت تتم الأمور على هذا النحـو.
ونحن نأمل إن شاء الله أن تصير الأمور إلى خير، نحن لا نريد تسخين بعض الأمور، نحن في مرحلة حوار، وأملنا كبير. ونؤكد تمسكنا بالاتفاق، وأن يتم تنفيذ ما لنا وما علينا، وأن تحل بعض الأمور بالتفاهم بشأنها. وأملنا كبير بأن يتحقق السلام.
** يعني أن الوساطة القطرية ستستمر، ولم تفشل بعد؟
* لا. لا ( لم تفشل). وإن شاء الله يتم الاتفاق إلى خير.
** إذا تم الاتفاق هل ستغادر إلى الدوحة؟
* الآن المسألة المطروحة هي القضايا الأساسية.
** لكن هل ستغادر، هذا هو سؤالنا؟
*قدمنا للجنة بشأن هذا الموضوع، باعتبارها المعنية.
** هل حسمت هذه المسألة؟
* نحن مهتمون ببعض الأمور الأولية.
** لكن هل في اعتقادك أنك ستغادر إلى الدوحة، نريد أن نعرف؟
*كما أكدت تم إيضاح المسألة للجنة.
** لماذا لا توضح لنا نحن أيضاً؟
*(يصمت).. شكراً، شكراً.
** نسمع أن الرزامي يختلف معك في بعض وجهات النظر، حيال الاتفاق، وأن اللجنة تتوسط بك عنده؟
* الأخ الرزامي يتذمر من بعض الأمور غير الإيجابية في الواقع. هي مسألة تذمر من أمور تحدث على الأرض، مثل زيادة الحشود العسكرية، وتواجد الجيش في القرى والمدارس والوحدات الصحية، والاعتقالات، الكثير من الأخوة يتذمرون.
** ما يزال هذا التذمر قائماً حتى اللحظة؟
* التغيرات الإيجابية على الأرض سيكون لها التأثير الكبير من الاطمئنان لدى الجميع.
** ماذا تود أن تضيف؟
*نحن نؤكد على أهمية القيادة السياسية في الدفع بالأمور نحو الاتجاه الصحيح. عندما تتوفر الإرادة، كل الأمور قابلة للحل, وكل المشاكل يمكن حلها.
** وسنسمع قريباً اتصالات مباشرة بينك وبين الرئيس؟
* هذه مسألة لا يوجد فيها ممانعة من جانبنا.
يتبع…