فادت مصادر محلية في مديرية السبرة بمحافظة إب (وسط اليمن) بعودة أحد ضحايا الإخفاء القسري المتعلقة بأحداث المناطق الوسطى في الثمانيات، إلى منزله بعد أكثر من 42 عاماً قضاها في سجون النظام السابق. وقالت المصادر إن المواطن "عبده قاسم الجماعي"، عاد إلى منزله في قرية (الصيحار) بمديرية السبرة (شرق إب)، بعد أكثر من 42 عاماً مخفياً في سجن تابع للنظام السابق على ذمة أحداث الجبهة. وأوضحت المصادر أن "الجماعي" أخفي قسرياً مع عدد من أبناء قريته بينهم (محمد عبدة الجماعي ويحي عبدة الجماعي و مهيوب قاسم احمد الجماعي ومنصور بن علي زين الجماعي وآخرون) بعد حملة قادها السلالي الصريع "يحي الشامي" الذي كان بقود لواءً عسكرياً في محافظة إب آنذاك، بذريعة المشاركة في أحداث الجبهة. ولفتت إلى أن الحملة العسكرية التي قادها الشامي اختطفت عدد كبير من أبناء المنطقة وقصفت منازلهم ونهبت أموالهم وأراضيهم بذريعة مشاركتهم في معارك الجبهة ضد نظام علي عبدالله صالح.
من جهته قال الصحفي "محمد الجماعي" ـ من سكان المنطقة ـ أنه وبعد ذلك أُشيع في العام 82 م مقتل "الجماعي ورفاقه" وانقطعت عنهم الأنباء حتى العام 2014م بعدما سرب ضابط في المخابرات يُدعى "العقيد عبد الملك العذري" لأسرته نبأ بقائهم على قيد الحياة وتواجدهم في سجن للنظام السابق في حصن وعلان بلاد الروس بصنعاء. وأفاد في منشور على صفحته في "الفيسبوك"، أن ذوي "الجماعي ورفاقه" قاموا عقب بتحركات حثيثة لرؤيتهم إلاّ أن محاولاتهم باءت بالفشل طوال تلك السنوات نظراً لحالة التعتيم التي فرضها النظام والتهديد الذي تلقوه من النظام بتصفيتهم حال فتحهم هذا الملف. وأشار الجماعي إلى أن أسرته فضلت الصمت عقب اغتيال الضابط " العذري"، الذي سرب معلومات بقائهم على قيد الحياة وحسب مصادر محلية فإن نجل" الجماعي" وحفيده استشهدها وهما يقاتلان إلى جانب القوات الحكومية بنيران مليشيا الحوثي في المعارك التي شهدتها جبهة قعطبة بمحافظة الضالع، جنوبي اليمن. وخلال السبعينات والثمانيات شهدت المناطق الوسطى معارك بين النظامين الشمالي والجنوبي، استمرت لسنوات سميت بحرب "المناطق الوسطى" أو "حرب الجبهة" وقتل فيها الآلاف وأخفي المئات من أبناء تلك المناطق في سجون النظام السابق بتهمة المشاركة في المعارك لصالح النظام الجنوبي.