أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" السبت، بأن مجلس القيادة الرئاسي اطلع على رسالة مقدمة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، حول الهدنة والإطار المقترح لتمديدها. وكان غروندبرغ، غادر العاصمة المؤقتة عدن يوم الأربعاء الماضي، عقب زيارة ليومين فشل خلالها في عقد لقاء مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، أو أي من أعضاء المجلس. وقالت الوكالة إن "وزير الخارجية أطلع المجلس خلال اجتماعه اليوم في عدن، على رسالة المبعوث حول الهدنة والإطار المقترح لتمديدها، في ظل تعنت المليشيات الحوثية عن الوفاء بالتزاماتها بموجب إعلان الهدنة، وخروقاتها، وانتهاكاتها المستمرة في مختلف الجبهات". والخميس الماضي، أفادت صحيفة 'ذا ناشيونال الإماراتية الناطقة بالانجليزية عن شخصين مقربين من مجلس القيادة قولهما، إن"الرئيس رشاد العليمي رفض لقاء المبعوث الأممي عندما زار الأخير عدن هذا الأسبوع في جولة إقليمية لتمديد الهدنة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين". وقال المصدران، إن "الازدراء الواضح" كان بسبب فشل الأمم المتحدة في إقناع المتمردين الحوثيين بإعادة فتح الطرق حول تعز، ثالث أكبر مدينة في البلاد، والتي لا تزال محاصرة.
بموجب شروط الهدنة على مستوى البلاد، التي بدأت في أبريل / نيسان، يُطلب من الحوثيين فتح طرق حول تعز للسماح للسكان بالوصول إلى المساعدات والسماح لهم بالسفر بحرية. وقال أحد المصادر: "لقد فعلت الحكومة حتى الآن أكثر مما يتعين على الحوثيين فعله للحفاظ على الهدنة، بما في ذلك السماح لسفن النفط بدخول ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء، حتى أنها غضت الطرف عندما أرسل الحوثيون أشخاصًا يحملون جوازات سفر غير شرعية إلى القاهرة وعمان".
وكان رفض الرئيس للقاء جروندبيرج هو طريقته بالقول: "لا مزيد من التنازلات من جانبنا إذا لم يلتزم الجانب الحوثي ببقية بنود الهدنة"، وفق المصادر. وبدلاً من ذلك، التقى المبعوث الأممي بوزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك في القصر الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وخلال اللقاء، تطرق بن مبارك إلى الهجوم الوحشي الذي قامت به المليشيات الحوثية على حي زيد الموشكي في مدينة تعز، وأسفر عن وفاة وإصابة 13 طفلا، مؤكداً أن ذلك يقدم دليلاً آخر على استهانة هذه المليشيا بدماء اليمنيين. وقال بن مبارك، إنه "تم تسيير 20 رحلة بين صنعاء وعمان ورحلتين بين صنعاء والقاهرة حتى تاريخ 22 يوليو 2022 نقلت أكثر من10 ألف مسافر رغم العراقيل التي اختلقتها مليشيا الحوثي". وأضاف، أن عدد سفن المشتقات النفطية، الداخلة إلى ميناء الحديدة، بلغت حتى تاريخ 21 يوليو، 26 سفينة بإجمالي أكثر من 720 ألف طن من المشتقات النفطية إضافة إلى 7 سفن أخرى تم استلام ملفاتها من مكتب المبعوث الخاص. وأكد أن الرسوم الجمركية والضريبية على هذه المشتقات التي تحصلتها مليشيا الحوثي في ميناء الحديدة بلغت 105 مليار ريال يمني تكفي لتغطية الجزء الأكبر من المرتبات الشهرية لموظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي. وأشار وزير الخارجية إلى أن المليشيات الحوثية تمارس خروقاتها بمعدل 50 خرقاً يومياً تتنوع بين القصف المدفعي وعمليات القنص واستحداثات عسكرية ونقل وتحشيد للقوات وتحليق الطيران المسير.
ومع اقتراب الهدنة الحالية في اليمن من انتهائها؛ كثفت الأمم المتحدة والولايات المتحدة تحركاتها عبر مبعوثيها من أجل تمديد الهدنة لستة أشهر، رغم تعثرها بسبب رفض مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق. ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الأمم المتحدة قبول الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي تمديد الهدنة الحالية في البلاد لمدة شهرين، بعد انتهاء سابقة بدأت في 2 أبريل/ نيسان الماضي.