مراحل تاريخية ومواقف شجاعة أنجبت ثائرًا جمهوريًا حرًا يشبه الأيام التي حضر فيها إلى دنياه، البرلماني الشجاع والسياسي المخضرم والثائر الحق الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد.
الشيخ سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب، مابين مولده من عام 1956، إلى بداية ممارسته السياسية في مطلع السبعينيات وعمله المحلي، وانتخابه برلمانياً في عام 1988ورئيسًا للكتلة البرلمانية للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام من عام1997 وعضو مكتب سياسي للحزب وأميناً عاماً مساعداً للمؤتمر الشعبي العام وانتخابه بأغلبية مستحقة رئيساً للبرلمان في الثالث عشر من أبريل من عام 2019، تاريخٌ رجلٍ ترصعت سطور حركات التحرر والنضال والعمل الوطني باسمه.
ضمن الشيخ البركاني لنفسه مجدًا تاريخياً جسده بمواقفه الوطنية والنضالية وهمه الوطني بمعناه الكامل في سبيل إستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وفتح بابًا مغلقًا لتقريب وجهات النظر ولملمة الشتات بين جميع الفصائل داخل حزب المؤتمر الشعبي العام.
يتجاوز التحديات ويعي وعي الإيمان المطلق أنه وبسواعد من يشاركه الحلم سيصلون بالوطن إلى بر الأمان مهما علت الأمواج وتراطمت .. نحمله في القلوب ونستقي منه المعنويات العالية ونمضي معه وبه ومن خلفه نحو رفعة الوطن الأغلى وتحريره من مخلفات الإمامة البائدة
لم تخطىء الكاتبة الفرنسية الشهيرة مارين بوارييه حين وصفت البركاني في بحثها، بالقائد الذي ساهم في إبقاء المؤتمر على قيد الحياة كحزب، وبالزعيم الذي دافع عن منصبه داخل المؤتمر، وظل المحاور والوسيط الرئيسي للدبلوماسيين الأجانب وبناة السلام .. فهناك سلطان لكل حدثٍ وتاريخ وهنا سلطان التاريخ كله؛ الرجل الذي رفع في كل خطاباته المناهضة للمشروع السلالي شعارات الحرية والعزة والكرامة.
وبحسب تقرير سياسي واسع أعدته الكاتبة الفرنسية مارين بوارييه تحت عنوان "سياسة رغم الحرب.. النخب السياسية اليمنية في القاهرة"، يأتي تساؤل مفاده، ماهي الأدوار السياسية والحزبية والاجتماعية التي يقوم بها رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتوحيد الصفوف وجمع الفرقاء وممارسته لسلطة الدولة؟
أشار التقرير إلى محاولة قادة حزب المؤتمر في الخارج إحياء الحزب عبر توحيد صفوف قياداته المشتتة عقب مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عام 2017.
مؤكدًا بأن سلطان البركاني - الأمين العام المساعد للحزب كان من بين الشخصيات التي عملت على جمع الفصائل المختلفة داخل الحزب، وحرصًا على تقديم نفسه كقوة موحدة؛ نظم اجتماعات لممثلي وأتباع الحزب ورجال الأعمال ورجال القبائل، فضلاً عن مندوبي البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وأوضح التقرير أنه وبمرور السنوات، أصبح منزل سلطان البركاني في القاهرة مجددًا المركز السياسي الذي كان عليه في صنعاء، حيث يجمع حول طاولة سخية الشخصيات العامة اليمنية في خضم الانقسامات الحزبية.
وتشير الكاتبة الفرنسية عبر ورقتها البحثية الواسعة والتي نشرت من قبل مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن البركاني عزز حضوره على الإنترنت، ونشر مقاطع فيديو لخطبه وتصريحاته المكتوبة، إضافة إلى صور ومحاضر مقتضبة لاجتماعات الغداء التي عقدها، بذلك ساهم في إبقاء المؤتمر على قيد الحياة كحزب، رغم تعليق أنشطته الرسمية في الخارج.
وتقول: بعيدًا عن اليمن والمركز السياسي للحكومة المعترف بها دوليًا في الرياض، تبنى البركاني دور زعيم الحزب، ودافع عن منصبه داخل المؤتمر، وظل المحاور والوسيط الرئيسي للدبلوماسيين الأجانب وبناة السلام.
وأشارت الكاتبة إلى استعادة البركاني لمكانته السياسية تدريجيًا من خلال التأثير على أقرانه ونظرائه، حيث اختير رئيسًا لبرلمان الحكومة عام 2019.
كذلك نوه التقرير إلى تقنيات التواصل المتطورة والخاصة بالبركاني، حيث أُسس له مكتبًا على بُعد بضعة شوارع من شقته في الدُقي، لتوثيق أنشطته وإضفاء الطابع الرسمي عليها كرئيس للبرلمان، بينما أطلق حسابًا على تويتر وموقعًا إلكترونيًا مؤسسيًا جديدًا للبرلمان.
وبعيداً عن الإنترنت والتواصل الإلكتروني، واصل البركاني استضافة الجماهير الكبيرة، ورعاية أنشطة وطقوس يسعى من خلالها إلى تنظيم وأداء سلطة الدولة.