في البداية أقالوا مؤسس منتخب الناشئين الكابتن علي النونو، لأنه رفض إشراك لاعبين بطريقة الوساطة، وفي النهاية أقالوا مدرب المنتخب الكابتن قيس محمد صالح لأنه تجاوز صلاحياته في إدارة الفريق، ولأنهم يتهمونه أيضًا بأخذ مبلغ عشرين الف دولار من شركة YOU كبدل ترويج إعلامي لفريق الناشئين! الإتحاد اليمني لكرة القدم لوبي يشبه المافيا، ومنظومة ليست في أساسها حكومية بقدر ما تحولت الى مؤسسة شخصية، هذه الإستفزازات والممارسات تعكس حجم الصلاحيات المتجاوزة لأي حواجز أو معايير، مع تجاهل مستفز للإجماع الشعبي العام على بعض القضايا، كنوع من الأفعال التي تعكس إمتلاكهم للقوة والسيطرة الداخلية، هذا الإتحاد أخطر بكثير من كل المنظومات الحزبية والسياسية، ومقدراته المالية تتجاوز المليارات، وصلاحياته مستقلة، وتصريحاته تشمل السلطة الفعلية على كل الجغرافيا اليمنية، ورأسه المسيطر أقوى بكثير في صلاحياته من العليمي ونوابه وهادي وحكوماته وعبدالملك الحوثي ومجالسة السياسية. إننا بصدد منظومة متماسكة وغير ملزمة مطلقًا بقرارات سياسية أو ضغط شعبي جماهيري، منظومة تملك الموارد والقوة والصلاحيات والإعتراف الداخلي والخارجي، لهذا نجدهم يمارسون الرياضة بطريقة التجارة، والشركات الربحية الأسرية، وكل المنخرطين وظيفيًا معهم يجب أن ينصاعوا لإرادة الرئيس، بلا حقوق وحريات وشروط جزائية، العمل في هذه المنظومة يبنى على أساس طرفين أحدهما موظف والأخر مالك المال، بلا معايير حكومية أو قوانين رسمية، إنها الحقيقة، الرياضة الكروية في اليمن برمتها شركة شخصية يعكسها الإتحاد اليمني لكرة القدم كنموذج ربحي يتبع رأس معروف، وٱيّ موظف يريد الإلتحاق أو الإستمرار في موقعه لابد له ان ينصاع، ويتملق، ويسبح بحمد المالكين والرؤساء.
ملف الرياضة في اليمن ألعن بكثير من ملف الحرب والسياسة، وفساده منظم بطريقة أكثر إحترافية وقوة، والحاجة الصحفية للتركيز عليه والتفتيش في جوانبه مهيء تمامًا وبلا منافسين، لكنه على أية حال أكثر تعقيدًا من أسرار السياسة والمؤامرات.