امضيت ساعات طويلة في البحث والتتبع لسؤال طالما شغل بالي لمعرفة الحنكة والحكمة السياسية لطلائع المشروع الجمهوري وبالذات الانتقال الذهني الذي تحقق في وعي الشعب ولو مرحليا وبالذات فيما يتعلق بيوم الغدير والولاية واحتشاد الذين جرفت الامامة ذاكرتهم ووعيهم وباتوا يتجمعون في ١٨ ذي الحجة من كل عام كحج سلالي تلبية للصنم المتجول الذي يتناسل كمشجر آل البيت.
كيف تعامل الرئيس السلال مع الجموع التي لم يتغير تفكيرها وكانت الجمهورية طرية وفي ارتفاع مفزع لنسبة الجهل الذي كان جهل حاد كونه جهل مقدس يتم تغليفه بثوب الدين وتدجينه وباتت الذاكرة اليمنية مختلة ومحتلة
حسب المعلومات التي بحثت عنها وتقصيتها قيل ان السلال تشاور مع طلائع الأحرار والذي من بينهم القاضي عبد الرحمن الارياني وعبد الله جزيلان وعبد اللطيف ضيف الله وعبد السلام صبرة وآخرين وتم الوصول لفكرة سديدة.. ان منع الناس مباشرة في ظل الجهل المخيم والاعتقادات الملوثة ستترتب عليه اضرار ضحيتها الشعب المسلوب ذهنيا وروحيا
في اليوم التالي ١٨ ذي الحجة تحركت سيارة المشير السلال وموكبة الصغير الى حيث المكان المخصص ليوم العبودية الشاملة يوم الولاية كان ذلك المكان على مقربة من جبل نقم حيث كان اسفل الجبل يتجمع الناس بينما يصعد ائمة الظلال الى مكان معتلي ناحية الجبل ليضخوا الظلام لعقول الضحايالم بجرأ احد من الكهنة ان يصعد ليحدث الجموع عن الولاية التي قامت على انقاضها الجمهووية كنظرية سياسية لحكم الشعب فيها هو صاحب الولاية والسيادة والاختيار وتغيرت ترويسة صحيفة الثورة التي كانت تحمل اسم الايمان وكان المفتتح يذيل جملة جلالة امير المؤمنين لتكون ترويسة مابعد زمن الولاية جلالة الشعب ذلك ان الشعب في الحاكمية السياسية للقومية اليمنية هو المعني بالاختيار والتشاور ولذلك لم تحكم الحضارة اليمنية سلالة وراثية ولم تحكمه منطقة واحدة وكل الجهات والاتجاهات حكمت اليمن
وقف السلال بطاقيته المميزة وبزته العسكرية تحت عنوان الجمهورية والذات اليمنية وشاهد الناس لأول مرة رئيس من الناس بلا قاوق او مشجر سلالي وبخطاب مختلف يحيي فيهم كيانهم اليمني وحريتهم ويعيد اعمار الذاكرة بعد الخراب الكبير.. يناديهم كيمنيين جمهوريين احرار لارعية
مماتوصلت اليه ان خطابه تضمن شرح لهم بمفردات السلال البسيطة والمركزة قائلا هل تعرفون لماذا كانوا يجمعونكم الى هذا المكان ولماذا كان الكهنوت يقول لكم ان الولاية لهم مرسله من الله باعتبارهم ذرية علي كل ذلك من اجل ان يمتلكوا رقابكم والله عادل والنبي والاسلام بريء من كذبهم ودجلهم.. كانوا يجمعونكم من اجل ان تكونوا عبيدا لهم
لقد عشتم ظلم الائمة وقهرهم وتجويعهم.. هذا ليس من الاسلام في شيء.. قارنوا بين اعمالهم والرسالة التي جاء بها النبي.. فحاشا لله ان يكون ظلمهم وجرائهم هو الاسلام
لذلك جاءت الجمهورية لكي تعيشوا يمنيين احرار ويسود العدل وان يحكم الشعب نفسه بنفسه ويختار من يحكمه
تعالت الأصوات عاش السلال.. تحيا الجمهورية وغمغم البعض
واختتم السلال بالقول لن يكون هناك يوم غدير وولاية وعبودية للشعب سيكون يوم ٢٦ سبتمبر نحتفل بالجمهورية التي جاءت اهدافها من روح العدالة للاسلام لتحرير الشعب
غادر السلال وانصرف الناس يهتفون تحيا الحمهورية عاش السلال وبحسب المرويات ظهر لأول مرة هتاف بالروح بالدم نفديك يايمن.. ولوح الرئيس المؤسس بيده تحية الحرية