فجرت قضية رباب بدير، المرأة اليمنية التي القت بنفسها من على متن باص ركاب وهو يسير مسرعا، هروبا من تعرضها للاغتصاب وتدنيس شرفها وعرضها، فور تحرش السائق بها ومحاولته اختطافها بتغيير خط سيره، في مدينة يريم بمحافظة اب، تفاعل ملايين اليمنيين والعرب، على منصات التواصل الاجتماعي.
ولاقت الواقعة تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن ودول العالم العربي، عبرت عن اعتزازها وافتخارها برباب التي اطلقوا عليها لقب “شهيدة العفاف”، ونظم الشعراء عشرات القصائد في رثائها، والافتخار بعزتها وتفضيلها الموت على ان يدنس شرفها، معتبرين انها فخر لكل اليمنيين.
انشأ اليمنيون مجموعة على منصات التواصل باسم رباب بدير شهيدة العفاف، حفلت بآلاف المنشورات والتغريدات تحت وسم #شهيدة_العفاف، اثنت جميعها على عفة الشهيدة واصالتها وحسن تربيتها، وبسالة موقفها في الذود عن شرفها وعفتها، حتى لو كان البديل الموت دون أن تبالي.
وسارع اليمنيون بالمئات حتى الان، إلى تسمية مواليدهم من الاناث باسم شهيدة العفاف “رباب” اعتزازا وافتخارا بشجاعتها وعفتها وبسالتها في التضحية بحياتها ذودا عن شرفها وعرضها، املين من الله ان تنشأ بناتهم نشأة مماثلة لنشأة الشهيدة رباب بدير.
من جهته، اعلن زوج الضحية رباب بدير، والمغترب خارج اليمن للعمل، موقفه من القضية، ونعى زوجته في منشور على حائطه بموقع فيس بوك، بقوله: “رحمكي الله زوجتي الغالي واسكنش فسيح جناته مع الانبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، لله ما اعطاء ولله ما اخذ”.
مضيفا: “نسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته ” وأرفق مع المنشور صورة لطفليه محمد وميار، مع تعليق على الصورة، قال فيه: “احرمة الجنة احرمة الشهادة ذي احرمكم من حنان الام. ابتسموا رغم الالم فوالدتكم ماتت موتة العز والشرف، الله يتقبلها من الشهداء”.
وتكشفت معلومات جديدة وخطيرة، عن جريمة “شهيدة العفاف” رباب أحمد علي بدير التي اضطرت لإلقاء نفسها من على متن حافلة ركاب لصون شرفها وهروبا من محاولة سائق الحافلة انتهاك عرضها بعد تحرشه بها وتغيير خط سير الحافلة، في مدينة يريم بمحافظة اب.
وأفادت مصادر أمنية في مدينة تريم بأن “التحقيقات مع سائق الباص المدعو زيد محمد ناجي الرياشي (35 عاما)، المتهم بالتحرش جنسيا بالضحية رباب بدير والتسبب في مقتلها، له سوابق جنائية مع ضحايا اخريات، وتورط اشخاص آخرين معه في محاولة اختطاف ضحيته الأخيرة”.
موضحة أن “التحقيقات في الجريمة، قادت إلى الكشف عن وجود أشخاص مجهولين كانوا شركاء مع المتهم الرياشي في هذه الجريمة، وثبت تورطهم في محاولة اختطاف الضحية رباب بدير (25 عاما) قبل أن تقفز من الحافلة هرباً من الاغتصاب، وصونا لشرفها وعرضها من تدنيسه”.
وأكدت المصادر الامنية أن “إدارة امن يريم استكملت التحقيق وأحالت المتهم زيد الرياشي إلى النيابة الجزائية في محافظة إب، بعد تعاون مشايخ المنطقة في تسليمه للعدالة، ورفضهم التستر عليه بعد هروبه للاختباء في احدى القرى، رافضين التواطؤ في جريمة فطرت قلوب اليمنيين”.
مشيرة إلى أن “المتهم اعترف باختطاف فتيات أخريات، وأنه كان يستغل نزول جميع الركاب من الحافلة لتقييد الراكبة الأخيرة ليغتصبها، وتمت احالته من إدارة امن يريم، إلى النيابة الجزائية بمحافظة إب، بعد تظاهرات أمام الادارة طالبت بتعجيل احالته للقضاء”.
ورفع المئات من مشايخ وأهالي يريم، عريضة تطالب وزارة حقوق الانسان في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، تقديم الدعم اللازم والعون لأسرة الضحية واطفالها، وتبني القضية كونها قضية رأي عام، مطالبين اجهزة الامن سرعة احالة الجاني وشركائه للقضاء لتحقيق العدالة.
كانت الضحية رباب بدير خرجت من منزلها في مدينة يريم، عصر الأحد الماضي، لشراء حاجات من السوق، وبعد صعودها الحافلة، بدأ السائق يتحرش بها جنسيا، وفور ملاحظتها تغييره خط سيره، محاولا خطفها، القت بنفسها من باب الحافلة وهي تسير مسرعة، ليرتطم رأسها بالرصيف وتفارق الحياة.
وأعلنت ادارة امن مديرية يريم، الاثنين الفائت، أن “دورية شرطة المرور بالمديرية عثرت على جثة المجني عليها رباب احمد علي بدير جوار محطة علوان – الدائري الغربي – بمديرية يريم وعليها رضوض في الجسم وضربة في الرأس، وقادت التحريات وتسجيلات كاميرا المراقبة لكشف الجريمة”.
مؤكدة في بيان رسمي صادر عنها أنه “اتضح من خلال تسجيلات كاميرا المراقبة، أن الضحية سقطت من على باص نوع دايو، لون اخضر ولوحته المرورية برقم 7/15495 خصوصي تابع للمدعو زيد محمد ناجي الرياشي، وتم الانتقال لمنزله وضبط الباص والتحري عنه حتى التمكن من ضبطه”.
وأوضحت أن “الجاني اوقف باصه امام منزله وأفرغ اطارات باصه للايحاء بأنه معطل، وانتقل للاختباء في احدى القرى المجاورة، لكن أهالي مدينة يريم، ساعدوا الجهات المختصة بالمديرية، في القاء القبض على المجرم، عقب ساعات من وقوع الجريمة”. حسب بيان ادارة امن مديرية يريم بمحافظة اب.
يشار إلى أن الجريمة غير المسبوقة، اعادت إلى الواجهة والاذهان، قيمة الشرف واصالة التضحية لأجل صونه وهوان الموت دونه، بعدما كانت تراجعت هذه القيمة بين اوساط عدد من الشباب والشابات، تحت تأثر موجات الغزو الثقافي التي تزين العلاقات المحرمة وتسوغها عبر المسلسلات الدرامية والكليبات الغنائية وتصورها امرا عاديا وحقا للجنسين.