بادرت جمهورية روسيا الاتحادية إلى الاعلان رسميا عن مبادرة سارة، تبشر اليمنيين كافة في جميع انحاء اليمن بلا استثناء، بتدخل قوي لإنهاء معاناتهم المريرة جراء الحرب المتواصلة للسنة الثامنة على التوالي، وتداعياتها الخطيرة التي تهدد الملايين بالموت جوعا، جراء ازمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الاوكرانية.
أعلنت هذا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تعليقها على التحذيرات المتوالية من حدوث مجاعة في اليمن جراء قرب نفاد مخزون القمح في البلاد، في ظل الأزمة العالمية في الغذاء وخاصة القمح.
وقالت المسؤولة الروسية “زاخاروفا”، حسب ما نقلت عنها صفحة السفارة الروسية في اليمن، على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” الثلاثاء: إن روسيا تؤكد استعدادها لمواصلة الوفاء بالتزاماتها لتصدير الحبوب والأسمدة”.
مضيفةً: “بالرغم من ضغوط عقوبات غير مسبوق، نواصل الإمدادات التجارية من المواد الغذائية عبر القنوات الثنائية وكذلك عبر برنامج الأغذية العالمي للبلدان المحتاجة، بما في ذلك لليمن”. بعدما اعلن البرنامج خفض مساعداته لليمن بواقع50%.
وأصدرت الحكومة اعلانا فاجعا، بشأن قرب نفاد مخزون القمح في البلاد، محذرة من مجاعة عامة، اكدت انها باتت وشيكة جدا، جراء تناقص المخزون الاستراتيجي من القمح واقتراب نفاده خلال اسابيع، بعد تراجع الهند عن استثناء اليمن من حظر تصدير قمحها.
جاء ذلك في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، عن وزير التخطيط والتعاون الدولي، واعد باذيب، قال فيه: إن “المخزون الإستراتيجي للقمح في اليمن يشارف على الانتهاء في منتصف الشهر القادم، وندعو دول الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة اليمن في الحصول على أسواق جديدة لشراء القمح”.
مضيفا لدى ترؤسه اجتماعاً في القاهرة مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة: إن “أزمة الغذاء العالمية وتأثير الصراع الروسي الأوكراني انعكس على واردات القمح إلى اليمن، خاصة وأن هاتين الدولتين تحتلان أكثر من 46 بالمائة من إجمالي كميات القمح المستورد”.
ومنتصف الشهر الجاري، فجر رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في العاصمة المؤقتة عدن، أبو بكر سالم باعبيد، قنبلة مفاجئة وصادمة، بإعلانه عن حقيقة الوضع التمويني للقمح ومخزونه، وموقف الهند من طلب الحكومة استثناء اليمن من تجميد تصدير القمح.
باعبيد قال في تصريح نقلته عنه صحيفة “الأيام”، إن “الوضع الغذائي في اليمن يمر بمرحلة صعبة ومعقدة مع قرب نفاد المخزون في منتصف يوليو، وما يلحقه ذلك من تأثير كبير بعد توقف واردات القمح من أوكرانيا وروسيا بسبب الحرب الدائرة هناك، وتوقف واردات الهند من القمح”.
مشيرا إلى ان الحكومة ركنت إلى طلبها من الهند استثناء اليمن من قراراها وقف تصدير القمح. ولم تتابع الامر، لأن الهند فعليا لم تستثن اليمن حتى الان. وأضاف: “للأسف لم تساندنا الحكومة بالوقوف معنا في تأمين المخزون الغذائي، ولا نعرف هل هي سياسة أم ماذا؟”.
وتابع: “سبق وأكدت لرئيس الحكومة في مارس الماضي على أهمية الاجراءات المشتركة لدعم الأمن الغذائي للبلاد، حيث اتفقنا على بعض الخطوات لتأمين المخزون الغذائي، وأخبرنا الحكومة بأن ما تبقى من المخزون يكفي لثلاثة أشهر تقريباً، وكان ذلك قبل حدوث أزمة الهند التي أصدرت قراراً بتوقيف تصدير قمحها، حيث ابدى التجار استعدادهم في توفير القمح”.
مردفاً: “أكدنا لرئيس الحكومة حينها أن التجار على استعداد في أن يوفروا كميات لستة أشهر قادمة، واتفقنا على حاجة اليمن إلى 110 ملايين دولار لاستيراد القمح كل شهر، بحيث لو وفرنا للستة الأشهر بـ 660 مليوناً، وعملنا وديعة خاصة لهذا الأمر وبسعر خاص لضبطنا السعر لفترة أطول في حال توفيبر العملة الصعبة للتجار بموجب التزامات.. ولكن لم يرد علينا وحاولنا مرارا اللقاء به لكننا لم نوفق في ذلك”.
وأوضح باعبيد أن الهند لم تستثن اليمن حتى الان من قرار الهند حظر تصدير قمحها بالقول: “الخبر نشر إعلاميا لكنه لم يكن حقيقياً، وعلقنا على ذلك في ثاني يوم وقلنا إن الخبر غير صحيح، لاننا نعرف بأن الهند لن تقبل بذلك، حيث سيكون عليها التزامات مترتبة علينا وعلى غيرنا”.
مشيرا إلى “مغادرة نائب وزير الصناعة برفقة اثنين من ممثلي القطاع الخاص إلى مصر متوجهين إلى الهند للقاء المسؤولين هناك إلا أنهم لم يصلوا بسبب اجراءات ترخيص الوصول إليها”. مردفا: “نوعية محصول القمح الهندي سيؤثر على المكائن لأن فيه شوائب، ومع ذلك أبدى القطاع الخاص استعداده بأن يتحمل بهدف توفير القمح للمواطنين”.
وحسب رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في عدن، “تعتمد اليمن في استيراد محصول القمح الأوكراني والروسي على أكثر من 30% من احتياجاتها ويرتفع الرقم في المناطق المحررة إلى أكثر من 70% إلى جانب زيت دوار الشمس الذي تعتد اليمن على استيراد 90% من احتياجاتها منه من أوكرانيا”.
يذكر أن مجلس الوزراء أشار في اجتماعه الاحد، برئاسة الدكتور معين عبدالملك في العاصمة المؤقتة عدن إلى “الجهود الحكومية لتأمين مخزون استراتيجي من مادة القمح والأرز والتنسيق الجاري مع الدول المصدرة والتفاهمات التي تمت حتى الآن”، مؤكداً “التعاون المشترك مع القطاع الخاص والمستوردين لتوفير القمح، والعمل على تحقيق الرقابة السعرية ومنع أي زيادات غير مبررة على المواطنين”. حسب وكالة “سبأ”.