قبل انطلاق أي رحلة، يُطلب من المسافرين تحميل وضع الطيران على هواتفهم الذكية والأجهزة المحمولة، بينما تقدم شركة الطيران المشغلة، خدمات الإنترنت على متن رحلاتها، فما هو وضع الطائرة بالضبط، ولماذا تطلبه شركات الطيران؟
أولا، ما هو وضع الطيران على الهاتف المحمول؟
وضع الطيران هو إعداد على الهاتف الذكي مهمته تعليق الإشارات وشبكة Wi-Fi مؤقتاً، حتى عندما يظل باقي الجهاز يعمل بكامل طاقته.
على هواتف أندرويد، يتم تنشيط وضع الطيران عن طريق التمرير لأسفل من أعلى الشاشة مرتين لفتح لوحة الإعدادات. هناك، سترى رمز طائرة. أما على جهاز آيفون، فيوجد رمز وضع الطائرة في مركز التحكم. يمكنك الوصول إليها عن طريق التمرير إما لأسفل من أعلى اليمين أو لأعلى من أسفل حسب عمر الهاتف وطرازه.
ماذا يحدث عندما تضع هاتفك في وضع الطيران؟
يتوقف الهاتف فوراً عن استقبال إشارات الراديو التي تمكّن من إرسال أو استقبال الرسائل النصية أو المكالمات أو الوصول إلى صفحات الويب أو البريد الإلكتروني أو تنزيل البيانات، حسب موقع Digital Trends.
ومع ذلك، يمكن الوصول إلى الرسائل النصية التي تم تنزيلها بالفعل، إضافة إلى المعلومات المخزنة الأخرى؛ من مستندات أو ألعاب أو موسيقى أو أفلام قمت بحفظها بالفعل على جهازك.
وضع الطيران
في أثناء الهبوط، على وجه الخصوص، قد تجعل إشارة التداخل من الصعب على قمرة القيادة التعرف على علو الطائرة عن الأرض/ Shuttershock
لماذا تطلب شركان الطيران تفعيل هذه الخاصية؟
تماماً مثل الديناميكا الهوائية وعلم الطيران، فإن الأسباب الكامنة وراء طلب وضع الطائرة ليست بسيطة. ولكن باختصار، فإنَّ "وضع الطيران مطلوب؛ للتخفيف من أي تداخل محتمل مع أنظمة الطائرات الحساسة"، وفق ما أوضحه طيار طلب عدم الكشف عن هويته، لموقع Reader's Digest.
وأوضح أن أنظمة الاتصال والملاحة التي تستخدم الترددات الراديوية المنبعثة من الأرض هي الأكثر عرضة لتداخل الإشارات اللاسلكية، لأن هذه الترددات هي نفسها ما يتم استخدامه بواسطة الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية.
إذ "تستخدم أجهزة الراديو الخاصة بشبكات Wi-Fi وBluetooth والمكالمات الصوتية وبيانات 3G و4 G و5 G كلها، أجزاء مختلفة من طيف التردد اللاسلكي".
تحدث المشكلة عندما يشكل الحديث المتبادل أو تداخل القناة المجاورة (ACI) مشكلة تقنية.
وقال الطيار: "تعني ACI بشكل أساسي أن جهاز استقبال راديو واحداً يمكنه التقاط إرسال من جهاز إرسال على تردد قريب عن غير قصد".
يمكن أن يتداخل هذا الإرسال مع الإشارة المقصودة، فيصبح الأمر كمن يستمع إلى راديو FM من سيارته ولكن الصوت غير واضح، بسبب التقاط الجهاز إرسالاً من محطة أخرى تبث على تردد قريب.
أما على متن الطائرة، فإذا كان الطيارون يحلقون فوق مهبط صعب أو كانت هناك حالة طوارئ حقيقية على متن الطائرة أو على الأرض، يجب أن تكون خطوط الاتصال الخاصة بهم مع التحكم الأرضي واضحة ومفتوحة على مصراعيها، ويمكن أن تؤدي مكالمة الهاتف الخلوي الضالة إلى تعريض ذلك الاتصال للخطر في لحظات حاسمة.
وأوضح الطيار أنَّ وضع الطيران أصبح "أكثر أهمية بشدة" مع طرح شبكة الجيل الخامس من قبل العديد من مزودي الخدمة الخلوية.
ويشرح قائلاً: "قد تتسبب الإشارات المتولدة من الهوائيات الأرضية وأجهزة 5G للأشخاص في حدوث تداخل بأكثر أوقات الرحلة خطورة"؛ نظراً إلى أنها شديدة القرب من الإشارات التي تستخدمها أجهزة تحديد الارتفاع اللاسلكية للطائرة، والتي تعمل بارتداد إشارة الراديو عن الأرض ثم تعود إلى هوائي الطائرة لتحديد العلو.
لذلك وفي أثناء الهبوط، على وجه الخصوص، قد تجعل إشارة التداخل من الصعب على قمرة القيادة التعرف على علو الطائرة عن الأرض.
ماذا عن شبكة Wi-Fi على متن الطائرة؟
ويطرح سؤال نفسه: بينما تقدم معظم شركات الطيران الآن شبكة Wi-Fi على متن الطائرة كخدمة مدفوعة. فلماذا لا يتعارض ذلك مع اتصالات الطائرات؟
نظراً إلى أن شبكة Wi-Fi تعمل مع إشارات الأقمار الصناعية بدلاً من إشارات الراديو، فهي لا تتصل بأبراج الهواتف المحمولة على الأرض. هذا يعني أنك إذا كنت على استعداد لدفع ثمنها- ومن المحتمل أن تكون بطيئة أو متقطعة- فيمكن تصفح الإنترنت وتنزيل البيانات أثناء السفر وإن كانت سرعتها أبطأ.
ومع ذلك، تمنع كثير من شركات الطيران استخدام برامج اتصال مثل Skype أو WhatsApp أو FaceTime؛ كي لا يستطرد الركاب بإجراء مكالمات على صوت عالٍ تزعج مَن حولهم طوال الرحلة.
ماذا يحدث إذا لم تضع هاتفك في وضع الطائرة؟
إذا نسيت وضع هاتفك في وضع الطائرة، فإن احتمالات وقوع كارثة بعيدة. لكن عواقب الخطأ في لحظة حاسمة قد تكون مميتة.
وبينما يستخدم الطيارون أجهزة تحديد الارتفاع اللاسلكية بالمحطة لمعرفة الارتفاع الدقيق للطائرة فوق تضاريس الأرض، فإن هذه البيانات تصبح ضرورية في أثناء الاقتراب من الأرض عندما تكون الرؤية منخفضة للغاية بسبب الضباب أو الثلج أو غير ذلك من الأحوال الجوية السيئة.
وحذَّر من تسبُّب جهاز راكب من تقنية الجيل الخامس في غير وضع الطيران في أن تتلقى الطائرة إشارة زائفة بواسطة هوائي مقياس الارتفاع اللاسلكي للطائرة.
وهذه الإشارة الخاطئة قد تكون لها عواقب مخيفة، وختم الطيار: "لا يهم ما إذا كان شخص واحد أو عدة أشخاص يتجاهلون القواعد، فكل ما يتطلبه الأمر إشارة واحدة خاطئة والتوليفة الخاطئة من الظروف لوقوع كارثة".