رفضت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا والمصنفة إرهابياً، خلال الساعات القليلة الماضية، مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، بشأن فتح طرق في تعز ومحافظات يمنية أخرى.
جاء ذلك في رد بعثه الحوثيون، وتم تسليمه إلى مكتب المبعوث في اليمن، يتضمن تمسك الميليشيات بمقترحها الأحادي الذي قدمته قبيل الجولة الثانية من مشاورات عمان بشأن فتح الطرق والمعابر.
و أكدت مصادر مطلعة، بأن تشهد الأيام القليلة المقبلة تحركات وجهود دولية واقليمية مكثفة على ضوء الرد الحوثي، لمحاولة انقاذ الهدنة الأممية من الانهيار في مرحلتها الثانية.
وأشارت المصادر، إلى ان المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، بدأ تلك التحركات بدعوة الميليشيات الالتزام بتطبيق بنود الهدنة، فضلا عن تجديد المملكة العربية السعودة ومصر، دعمهما الكامل للجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216).
وحذرت المصادر، من استغلال الميليشيات للهدنة الأممية الممددة لاستكمال ترتيب صفوفها ورسم الخطط واستحداث مواقع قتالية وارسال تعزيزات واسلحة إلى مختلف الجبهات من اجل جولة صراع جديدة، كما حذرت من استمرار الحوثيين لحشد مزيد من المقاتلين والزج بهم نحو معسكرات تدريب استعدادا لتلك الجولة.
ودعت المصادر إلى تكثيف الجهود الدولية لممارسة الضغوط على ميليشيات الحوثي لتعديل سلوكها والتعامل الإيجابي مع الجهود المبذولة لإحلال السلام في البلاد.
وفي سياق متصل، رد رئيس وفد الحكومة الشرعية المفاوض لفتح طرقات تعز والطرقات المغلقة في اليمن عبدالكريم شيبان مساء الأربعاء، على التصريحات بشأن رفض جماعة الحوثي مبادرة المبعوث الأممي لفتح الطرقات المغلقة واعتزامها تنفيذ مبادرة أحادية من جهتها.
وقال شيبان ان جماعة الحوثي تصر على رأيها لفتح طرق فرعية لا تلبي حاجات المواطنين في محافظة تعز، مؤكدا أن الطرق التي أصرت على فتحها جماعة الحوثي لها 150 سنة، من الطرق القديمة الجبلية والوعرة، لا تصلح لمرور السيارات والمركبات عليها وبعيدة عن تعز.
واضاف رئيس وفد الحكومة الشرعية المفاوض عبدالكريم شيبان ان الحوثيون يحاولون العبث والاستهتار بقرار المبعوث الأممي والكرة الآن في ملعب المبعوث والذي يجب عليه اتخاذ قرار إدانتهم إدانة قوية.
وطالب شيبان المجتمع الدولي أن يقف وراءه واتخاذ عقوبات بحق الحوثي كونه المعرقل للهدنة.
وافاد رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبدالكريم شيبان ان الحوثي يتهرب ويريد الاستمرار بحصار تعز واستخدامها كورقة سياسية يناور بها، لمكاسب يريد أن يحققها في المستقبل.
وتنص المبادرة الحوثية على فتح ثلاث طرقات: الأولى عبر “كرش-الشريجة- الراهدة”، والثانية تمر عبر “الزيلعي-الصرمين- صالة”، والثالثة عبر “الستين- الخمسين- الدفاع الجوي- بيرباشا”، وجميعها تعمق المعاناة ولا ترفع الحصار المفروض على المحافظة.
وفي حال عدم موافقة الشرعية على المقترح الحوثي، أعلنت المليشيا أنها ستفتح طريق “الزيلعي-الصرمين- صالة-أبعر-الحوبان” حتى في حال عدم موافقة الحكومة الشرعية.
وبحسب المصادر أن وفد الحوثيين أكد في مذكرة بعثتها إلى مكتب غروندبرغ، تحفظها على المقترح الأممي الذي يشمل فتح أربع طرق في تعز من ضمنها طريق رئيسي.
وكان المبعوث الأممي غادر صنعاء، في التاسع من الشهر الجاري، دون أن يدلي بأي تصريح، عقب لقاءات مع قيادات المليشيا حول مقترحه بشأن فتح الطرق الذي حظي بموافقة الحكومة.
وأوضحت مصادر يمنية أن ميليشيات الحوثي ظهرت على حقيقتها في الوقت الذي لا تزال السفن تدخل ميناء الحديدة والطائرات تصل وتغادر مطار صنعاء ضمن اتفاق الهدنة ، مشيرة إلى ميليشيا الحوثي تغرد من جديد بعيدا عن السرب، وتستمر في فرض شروطها واشتراطاتها، في مواجهة صريحة مع اليمنيين والعالم.
وأوضحت المصادر أن الحوثيين حققو مكاسب لم يكونو يحلمو بها أثناء فترة الحرب وقبل الهدنة وهي التموين المالي والوقود عبر سفن المشتقات النفطية التي دخلت ميناء الحديدة وكذا إخراج وإدخال المقاتلين عبر مطار صنعاء وتعزيز قدراتهم العسكرية عبر إرسال تعزيزات بشكل أمن ودون أن يكون هناك خوف لإستهدافها من قبل تحالف دعم الشرعية الملتزم بالهدنة.
رسالة وفد الحوثيين إلى مكتب المبعوث الأممي أكدت حقيقة فشل الزيارة التي قام بها المبعوث إلى صنعاء قبل أسابيع لأجل الحصول على موافقة للمبادرة الأممية المتضمنة فتح 5 طرقات مغلقة بينها طريق رئيسي في تعز .
وتقول مصادر إعلامية إن الأمم المتحدة طلبت وساطة سلطنة عمان، التي يقيم فيها وفد الحوثي التفاوضي، لإقناعهم بالمبادرة الأممية خلال الفترة الماضية، غير أن تلك الوساطة قد فشلت.
وتتوقع المصادر أن يتم الإعلان عن فشل الهدنة التي أكد المبعوث الأممي نفسه أنها هشة.
وشهدت جبهات القتال في مأرب وتعز تصعيدا حوثيا لافتا خلال الساعات القليلة الماضية من خلال شنها هجمات متفرقة على جبهات مأرب الجنوبية والغربية، فيما قصفت بالاسلحة الثقيلة والقناصة مناطق مدنية ومواقع للجيش والمقاومة شرق وشمال شرق وغرب تعز.