قالت تقارير اخبارية عربية، إنه رغم الإعلان عن فتح مطار صنعاء في العاصمة اليمنية بواقع رحلتين أسبوعياً، إلا أن السفر من العاصمة لا يزال غير متاح للجميع، في ظل العشوائية والمحسوبية التي تتحكّم بحصول الأشخاص على تذاكر السفر، إضافة إلى الأسعار الرسمية الباهظة، وبيع بطاقات في السوق السوداء، فيما غالبية المحتاجين للسفر هي من المرضى.
وأوضحت صحيفة "العربي الجديد" الصادرة في لندن أنه على الرغم من حالة البهجة العامة بعودة الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء ولو بشكل جزئي، إلا أن مصاعب ومعوقات كثيرة ما زالت تقف بوجه اليمنيين وحريتهم في التنقل، أبرز تلك المصاعب القيود القانونية في التعامل مع رحلات آتية من مناطق الحوثيين، بالإضافة إلى النفوذ الذي تمارسه الجماعة على أولويات المسافرين، وحالة الفساد المنتشرة في إدارة الشركة اليمنية للطيران، الناقل الوحيد في اليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أن اليمنيين شكون من غياب الشفافية في طبيعة الحصول على تذاكر السفر، فأول رحلة من القاهرة إلى صنعاء تم نشر موعد انطلاقها قبل ساعات قليلة، ووفق وزارة النقل في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، "وصل على متن الرحلة من القاهرة 145 راكباً، فيما غادر 78 راكباً فقط". والطائرة من نوع إيرباص A320 وتصل سعتها لنحو 180 راكباً، وهو ما أثار غضب الكثير من اليمنيين الذين ينتظرون بالآلاف للحصول على مقعد للسفر.
وبحسب الصحيفة، أوضح بيان وزعه موظفو "اليمنية للطيران" في صنعاء، عن رحلة القاهرة التي أقلعت بحمولة ناقصة، أن ذلك "حصل بحسب التعليمات، ونعتذر عن أي إجراء خارج إرادتنا"، مضيفاً أن "إدارة الشركة وافقت على طيران الرحلة بمقاعد شاغرة حتى لا تعرقل الرحلات القادمة". ولم يوضح البيان طبيعة التعليمات ومن أي جهة صدرت.
ووفق الصحيفة تستحوذ شركة الخطوط الجوية اليمنية على الرحلات بلا منافس، وتعد أسعارها من الأغلى مقارنة بدول العالم. وما زالت صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون هي المقر الرئيس للشركة اليمنية، على الرغم من أن الرحلات تنطلق من محافظات تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، سواء من مدينة عدن جنوباً، أو سيئون شرقاً.
وبينت الصحيفة أن الشركة تحصل على إيرادات كبيرة، فيما يستحوذ الحوثيون على إيرادات الهيئة اليمنية العامة للطيران المدني والأرصاد من خلال رسوم عبور الطائرات المدنية في الأجواء اليمنية، وتقدر بنحو 45 مليون دولار أمريكي سنوياً، ويتم تحويلها من الطيران الدولي إلى البنك الذي يديره الحوثيون في صنعاء، وفق ما كشفه البرلماني اليمني عبد الرزاق الهجري، في أول جلسة لمجلس النواب في عدن الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن المواطنة اليمنية منى السقاف، القول إنها استطاعت حجز مقعد للسفر من القاهرة إلى صنعاء بـ570 دولاراً للذهاب فقط، مضيفة أن "الأسعار إجمالاً كانت متفاوتة ووصلت إلى 700 دولار في مسار واحد فقط، أي ضعف السعر الرسمي". واعتبرت "أن مكاتب السفر استغلت حاجة الناس للسفر ورفعت الأسعار، ومعظم الذين أرادوا السفر تراجعوا بسبب الأسعار، لتتحوّل التذاكر إلى السوق السوداء".
وقال مسافرون آخرون من صنعاء إلى عمّان أن تكلفة التذكرة بلغت 700 دولار ذهاباً وعودة، بخلاف أسعار السوق السوداء، وهناك فارق بنحو 100 دولار في رحلات صنعاء عن السعر الرسمي في مدينة عدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطوط الجوية اليمنية تبرر ارتفاع أسعار التذاكر بارتفاع أسعار المشتقات النفطية وعدم توفرها في صنعاء، بالإضافة إلى مبلغ التأمين المرتفع نتيجة ظروف الحرب، وبالتالي فهي تتحمل أعباء كثيرة، وفق حديث تلفزيوني لمدير مطار صنعاء خالد الشايف.