حذر خبير عسكري يمني من استراتيجية حوثية خطيرة ستقرب مليشيا الحوثي إلى وسط مدينة تعز، مستغلة الهدنة الأممية والمشاورات.
وقال الباحث والمحلل العسكري علي الذهب، إن مليشيا الحوثي تنفذ ‘‘عملية التفاف واضحة على أحكام الهدنة، والدفع بالمفاوضات نحو مساراتٍ معقدة’’.. مشيرًا إلى أن اقتراحها فتح طريق جديدة إلى مدينة تعز، يهدف لتقريبها من المدينة، تمهيدًا لاقتحامها.
وأضاف، في مقال نشره موقع العربي الجديد: ‘‘كانت جماعة الحوثي قد اقترحت فتح طريق جبلية قديمة، وغير صالحة للمرور المزدوج للشاحنات، إضافة إلى طولها الكبير البالغ نحو 25 كلم، فيما الطول الإجمالي للطُّرق الرسمية المتعارف عليها، المؤدّية إلى وسط مدينة تعز، لا يبلغ هذا المقدار، لكنها توفّر لها ميزات أمنية وعسكرية بحتة؛ ما يلقي بظلاله على سلامة المدنيين الذين يتطلعون إلى العبور الآمن والسَّهل فيها، وهذه الحسابات إن دلَّت على شيء، فإنما تدلّ على أنّ فتح الطُّرق، بوصفها تدابير لبناء الثقة بين الجانبين، ستظلّ محكومة بهواجسهما الأمنية والعسكرية’’.
وتابع الذهب: ‘‘يبدو أن تعثر هذا المقترح دفع جماعة الحوثي، على نحو مستقل، إلى شقِّ طريقٍ ترابيٍّ آخر يزيد طوله عن 25 كلم؛ بحيث يجتاز الجهة الشمالية من مدينة تعز، حتى منطقة بِير باشا، الواقعة داخل المدينة’’.
وأشار إلى أن ‘‘هذا، كما تفيد المعطيات الطبوغرافية للأرض، إجراءٌ عسكريٌّ تكتيكيٌّ، من شأنه إخضاع الطريق للسيطرة النارية، وجعلها مسلكًا جديدًا لتقرُّب القوات إلى مناطق متقدمة لم يكن متاحًا الوصولُ إليها قبل هذه الهدنة، ثم إمدادها لوجستيًّا من دون أي عوائ’’.
وعن الموقف الحكومي، يقول الباحث العسكري: ‘‘أما الحكومة أو فريقها المفاوض، فلم تقم، إزاء ذلك، بأي إجراء رادع، عدا التهديد بالتوقف عن المفاوضات، وهو غير ممكن عمليًّا’’.