استبعدت مؤسسة "Heritage" الأمريكية للدراسات الدولية، إنهاء الحرب في اليمن من خلال المفاوضات، قبل هزيمة جهود مليشيا الحوثي الإرهابية لتحقيق نصر عسكري.
وقالت المؤسسة في تحليل أعده الخبيران البارزان، جيمس فيليبس ونيكول روبنسون، إنه "يجب أن تتبنى إدارة بايدن استراتيجية أكثر توازناً وفعالية لإنهاء الحرب في اليمن من خلال المفاوضات"، مضيفة: "لا يمكن الوصول إلى هذا الهدف إلا بعد هزيمة جهود الحوثيين لتحقيق نصر عسكري".
وأضاف التحليل: "فسر الحوثيون وداعموهم الإيرانيون سياسات الإدارة الأمريكية، ليس على أنها علامة على حسن نية الولايات المتحدة ولكن على أنها علامة ضعف".
وأردف: "شجع هذا الضعف الملحوظ الحوثيين على السعي لتحقيق نصر عسكري وزاد من التهديد الذي يشكلونه على اليمنيين والسعودية والإمارات وكذلك على المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون في تلك البلدان واليمن".
وشدد أنه وبعد أكثر من عام من خطأ تصديقها (إدارة بايدن) الحوثيين، ورفعهم من قائمة الإرهاب، حان الوقت لمحاسبتهم على هجماتهم الإرهابية سواءً الصاروخية أو بالطائرات بدون طيار.
وأشار إلى أن الحوثيين صعدوا من هجماتهم العدوانية في اليمن، وكذلك هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية ضد أهداف عسكرية ومدنية في السعودية والإمارات، وقاطعوا المشاورات الأخيرة بشأن اليمن في الرياض.
وقال التحليل إن "مفاوضات السلام في اليمن فشلت لسنوات، لأن الحوثيين مصممون على تحقيق نصر عسكري"، مضيفا: "يجب على واشنطن أن تكون أكثر صرامة مع الحوثيين لتخليصهم من فكرة أنهم يستطيعون فرض إرادتهم من خلال العنف والضغط عليهم للتوصل إلى تسوية تفاوضية".
وشدد أنه على الولايات المتحدة مساعدة السعوديين والإماراتيين على حماية أنفسهم من الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية التي تزودهم بها إيران، وتكثيف الجهود للحد من تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، وفرض عقوبات أشد على الحوثيين.
وأردف: "عاجلاً أم آجلاً، سيقتل أفراد من القوات الأمريكية أو المدنيين في غارة للحوثيين باستخدام أسلحة إيرانية، لكن إدارة بايدن لا تزال راضية بشكل ملحوظ عن هذا التهديد".
وأوضح أن إدارة بايدن تراجعت عن تصنيف مليشيا الحوثي على أنهم منظمة إرهابية أجنبية، بينما رد الحوثيون من خلال تصعيد أعمالهم العدائية ضد الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الحوثيين اقتحموا في 10 نوفمبر 2021، السفارة الأمريكية في صنعاء، والتي تم إغلاقها في عام 2015، ونهبوا محتوياتها، واحتجزوا ما لا يقل عن عشرين من الموظفين كرهائن. ولم يُطلق سراح سوى حفنة قليلة فيما بعد، ورفض الحوثيون إطلاق سراح الباقين على الرغم من تزايد الضغوط والإدانات المحلية والدولية. في فبراير 2022، اختطف الحوثيون اثنين آخرين من الموظفين اليمنيين.
وأكد أن تركيز البيت الأبيض أحادي الجانب على الضغط على الشركاء الأمنيين السعوديين والإماراتيين لتقييد حملتهم الجوية والتفاوض على اتفاق سلام شجع الحوثيين. لقد فسر الحوثيون جهود الإدارة لتقليل العلاقات الأمريكية مع السعودية على أنها دعوة مفتوحة للضغط من أجل تحقيق نصر عسكري.
نتائج عكسية لتساهل إدارة بايدن مع الحوثيين
استغل الحوثيون –يقول التحليل- الفوضى السياسية عام 2011 للإطاحة بالحكومة اليمنية والسيطرة على معظم اليمن، بمساعدة متزايدة الأهمية من النظام الإيراني المدعوم بتخفيف العقوبات الذي حصل عليه من الاتفاق النووي إبان حكم إدارة أوباما.
دخلت إدارة بايدن السلطة وهي تهدف لإنهاء الحرب في اليمن وتخفيف معاناة المدنيين اليمنيين في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، والمشكلة هي أن الصراع متعدد الجوانب في اليمن ليس صراعاً يسهل إصلاحه.
وقالت المؤسسة الأمريكية: "بالنسبة لإيران والحوثيين، ليس هناك حافز كبير لإنهاء الصراع الذي طال أمده بينما يحافظ الحوثيون على هيمنتهم العسكرية". من جانبها، ترى طهران "الحوثيين أداة مفيدة لمد نفوذها إلى البحر الأحمر والالتفاف والضغط على السعودية والإمارات، ويظل الحوثيون مصممين على هزيمة خصومهم في المعركة".
ما الذي يجب أن تفعله الولايات المتحدة؟
وطبقا للتحليل فشل نهج "الدبلوماسية أولاً" لإدارة بايدن، لأنه لا يولي اهتماما كافيا لميزان القوات المقاتلة داخل اليمن والتهديدات الأمنية التي تشكلها هجمات الحوثيين خارج اليمن.
ورأى أن إنهاء الحرب وتخفيف الكارثة الإنسانية في اليمن هدفان يستحقان، لكن التركيز من جانب واحد على الضغط على التحالف العربي مع منح حلفاء إيران ميزة التساهل شجع الحوثيين على تكثيف جهودهم العسكرية وهجماتهم عبر الحدود.
ومن غير المرجح أن تتحقق أهداف الولايات المتحدة ما دامت إدارة بايدن تغض الطرف عن عدوان الحوثيين.
وشددت المؤسسة الأمريكية أنه "يجب على إدارة بايدن التقليل من التهديدات التي يشكلها الحوثيون على جيرانهم والمواطنين الأمريكيين الذين يعيشون في المنطقة مع التخفيف من بؤس المدنيين اليمنيين".
وقالت إنه "يجب على الولايات المتحدة تصعيد ردها على تهديد الحوثيين من خلال تصنيف الكيان باعتباره منظمة إرهابية، مع تحديد وتعيين قادة الحوثيين رفيعي المستوى على أنهم إرهابيون عالميون محددون بشكل خاص".