ستة عشر يوماً مرت على إعلان مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن "هانس جرندبيرج"، بدء سريان هدنة مؤقتة برعاية أممية بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
"1589"، خرقاً للهدنة ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال الأسبوعين الماضيين، حسب احصائيات المركز الإعلامي للقوات المسلحة، في مختلف جبهات القتال، تنوّعت هذه الهجمات في استهداف مواقع الجيش بسلاح المدفعية والأسلحة المتوسطة وبالعيارات المختلفة، إضافة إلى الهجوم بالطائرات المسيّرة الاستطلاعية والمتفجرة، والصواريخ الباليستية، وكذا نشر قناصين والدفع بتعزيزات بشرية وعتاد وذخائر إلى مختلف الجبهات الممتدة في مارب، وتعز والجوف وحجة والضالع وصعدة، والساحل الغربي.
وتقول القوات الحكومة إن اثنين من منتسبيها قتلوا خلال اليومين الماضيين في محافظتي الجوف جراء عملية قنص حوثية، وذلك بعد أيام من مقتل المواطنة "توحيدة محمد أحمد" (في الأربعينيات)، برصاص قناصة الميليشيا المتمركزة شمالي تعز، وفقاً لمصادر محلية، كما تعرضت منازل العديد من منازل المدينين ومناطق تجمعاتهم لهجمات الميليشيا، حسب المصادر ذاتها.
وتؤكد قوات الجيش مراراً أنها "ملتزمة بشكل تام وكامل بوقف إطلاق النار وفقاً للهدنة الأممية وتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية، رغم تصعيد المليشيا الحوثية وخروقاتها للهدنة"، مشيرة الى أنها تصدت لكل زحوفات الميليشيا التي حاولت التسلل فيها الى مواقعهم منذُ اللحظات الأولى للهدنة.
تحشيد لا يتوقف
تستغل سلطة الميليشيا الهدنة الأممية المعلنة وتوقف غارات مقاتلات التحالف، لتحشيد المزيد من عناصرها في مناطق سيطرتها للزج بهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات القتال لاسيما المحيطة بمدينة مارب، وذلك بالتزامن مع الدفع بآليات عسكرية كبيرة ومتوسطة إلى تلك الجبهات.
وأفادت مصادر عسكرية "المصدر أونلاين" بأن الميليشيا عززت متارسها في جبهات جنوب وشمال مدينة مارب خلال الهدنة باليات وعتاد عسكرية متوسطة وثقيلة متنوعة، كما زجت بالعديد من المقاتلين خلال الأسبوعيين الماضيين باتجاه محافظة الجوف.
وأشارت المصادر الى استغلال الميليشيا تجمعات عناصرها لحضور دروس طائفية وتعبوية، كل ليلة منذُ أول أيام رمضان في المساجد، لاستقطاب أغلب من أخذتهم الى الجبهات، كما استغلت أسر أخرى وزعت لهم سلال غذائية بواسطة هيئة الزكاة التابعة لها.
رفض فتح المعابر
وترفض ميليشيا الحوثي فتح الممرات والمعابر الإنسانة بين المحافظات اليمنية، والذي تعتبره الحكومة الشرعية مطلب إنساني وأحد أولويات الهدنة، ويأتي الرفض الحوثي على الرغم من إيقاف التحالف للضربات الجوية، وسماح الحكومة الشرعية بتدفق الوقود الى مناطق سيطرة الميليشيا، والتنسيق لبدء الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء.
رفض الميليشيا لفتح المعابر أكدته قناة "المسيرة" التابعة لها في تقرير نشرته بعنوان "زيارة غروندبرغ الأولى لصنعاء .. قد تكون الأخيرة!" كرسته لمهاجمة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، بالتزامن مع أول زيارة للمبعوث الأممي الى صنعاء منذُ تعيينه في شهر أغسطس 2021م، بوساطة عمانية للقاء بقادة الحوثيين.
وذكر التقرير الحوثي عن مصدر مطلع أن "غروندبيرغ يريد القفز على بنود الهدنة والذهاب إلى فتح الطرقات والمعابر دون تحقيق البند الأساسي في فتح مطار صنعاء إلى وجهتين هما القاهرة وعمان".
وأشار مصدر التقرير إلى أن "صنعاء ترفض القفز على بنود الهدنة كما يسعى لذلك غرونبرغ ويرغب تحالف العدوان، فلا يهم صنعاء تقارير المبعوث الاممي لمجلس الأمن، أو انتقاء الطرف الآخر ما يلائمه لينفذه".
واتهم التقرير المبعوث الأممي بترديد ما وصفها بـ"الأكاذيب"، بسبب تصريحات له تفيد بـ"عدم جاهزية مطار صنعاء".
وكان وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك قال السبت الماضي، إن "فتح طرق تعز مطلب إنساني يسهم في خدمة ملايين الناس المحاصرين منذ 7 سنوات"