كشفت الإعلامية اللبنانية جمانة فرحات، عن المشكلة الحقيقة التي تمنع مليشيا الحوثي الانقلابية، من الدخل في مشاورات لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم في اليمن.
وأوضحت في مقال لها بعنوان "الحوثيون والإبراء المستحيل"، أن الشروط الأربعة التي حددتها مليشيا الحوثي من أجل السلام تتمثل في: ("إيقاف العمليات العسكرية للتحالف" و"رفع الحصار"، و"دخول سفن المشتقات النفطية"، و"الشروع بآلية تنفيذية لصرف رواتب موظفي الدولة").
وأكدت فرحات، وهي رئيسة قسم الأخبار العربية والدولية في "العربي الجديد"، أن المشكلة ليست في هذه المطالب للمليشيات الحوثية، لأن أي عملية جديدة لإنهاء الحرب، لا بد أن تتضمّن معالجة هذه القضايا.
وقالت إن مليشيا الحوثي تريد من خلال تنفيذ المطالب الأربعة، أن تكون بمثابة إبراء لها عن كل ما اقترفت من جرائم بحق اليمنيين.
كما أكدت أن مليشيا الحوثي الانقلابية، تريد أن تتوقف الحرب من دون أي تنازل أو تحمّل أي مسؤولية عن دورها المركزي في اندلاعها، وما جرّته من ويلات على بلد يعاني من أزمات.
وذكرت الإعلامية اللبنانية، أن الحوثيون يحاولون الإيهام بأنهم ليسوا مسؤولين هم أيضاً عن الجرائم التي ارتكبت طوال السنوات الماضية. وكأن الطرف الآخر فقط في الحرب هو من تلوثت يداه بالمجازر، والحصار، والاختطاف، والقتل خارج القانون، والنهب والفساد والإثراء غير المشروع.
مشيرًة إلى أنه على الرغم من أن الحوثيين يحكمون معظم الشمال، ويفرضون الضرائب والتبرّعات القسرية بمناسبة وغير مناسبة، ويجنون الإيرادات من ميناء الحديدة، إلا أنهم يحرمون المواطنين المقيمين في مناطق سيطرتهم من رواتبهم المستحقّة، متذرّعين بنقل المصرف المركزي إلى عدن منذ سنوات، فأكثر ما يجيدونه رمي المسؤولية على المعسكر الآخر.
كما أكدت، أن ما يريده الحوثيون اليوم ليس الشروع بآلية تنفيذية لصرف رواتب موظفي الدولة بل "آلية" لنقل مسؤولية الحرب وويلاتها إلى الطرف الآخر وإغلاق هذه الصفحة من دون أي مساءلةٍ بشأن الأموال والحرب.