خرج نائب الرئيس اليمني المقال من منصبه علي محسن الأحمر، ببيان علق فيه على قرار إقالته وتنحي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من رئاسة الجمهورية وتشكيل مجلس رئاسي بالمناصفة ما بين الشمال والجنوب لحكم البلاد، مختلقا في البيان منجزات وأفضال أدعى أنه قدمها للشعب اليمني خلال سنوات وجودة في السلطة.
وتبرأ الجنرال الأحمر في البيان الصادر عنه من كافة المسؤولية عن الصراعات التي دمرت شمال وجنوب اليمن، والفساد والنهب للثروة النفطية في الجنوب الذي كان هو أحد أعمدته الرئيسية، وكذا من دوره في اسقاط محافظات ومناطق اليمن الشمالي بقبضة أنصار الله الحوثيين، والتآمر على الجنوب بمحاولات لإعادة اخضاعه لقوى الشمال لمواصلة النهب المهول للثروة النفطية الجنوبية منذ أكثر من عشرين عام.
وقال الأحمر في بيانه المليء بالمغالطات وإدعاء المنجزات الوهمية: "إذ أرحب بهذه القرارات، فإنني أودع مرحلة حياةٍ من الالتزام والجندية الكاملة في مؤسسة القوات المسلحة وفي رئاسة الجمهورية بدأت مع بدايات ثورة الـ26 من سبتمبر المباركة للعام 1962م وامتدت إلى اليوم، حاولتُ فيها أن أُعطي وأُنجز للبلاد وشعبه الكريم ونظامه الجمهوري ما استطعت، مستسمحاً من جماهير الشعب عن كل تقصير، سائلاً الله القبول والتوفيق.. ويشهد الله، أنني في كل المراحل لم أكن إلا منحازاً للشعب والجمهورية مترفعاً عن (الثأر لذاتي)، أو (الانحياز لمصالحي)، متسامحاً تجاه كثير من النيل لشخصي، (ملتزماً بالقوانين) والتوجيهات و(حماية المكاسب الوطنية) وحراسة الجمهورية والديمقراطية والمصالح العليا".
ومضى الأحمر في بيانه بمحاولة تزييف حقائق فساده وجرائمه ومؤامراته ضد اليمن والجنوب، قائلا: "أبناء شعبنا اليمني المناضل والمكافح والصابر، أحييكم اليوم، وأنا الذي لم يبتعد عن الناس يوماً، وإن كان لي من إنجاز شخصي في مسيرة العمر فهو ما ألمسه من (محبة واحترام الناس)، وذكرياتنا الطيبة ومشاركاتنا الوطنية معهم".
الصحفي محمد بن مرشد، ناشر ورئيس تحرير موقع (عدن الان) الأخباري، رد على بيان (علي محسن الأحمر)، مؤكدا بأن "الجنرال الأحمر يسعى من خلال البيان، الذي أصدره عقب اقالته وسقوط منظومة حكمة ونفوذه، إلى استباق أي ملاحقات أو دعاوى قانونية وقضائية ستطاله في المستقبل لإرتكابه جرائم نهب مهوله لمقدرات البلاد والعباد، خاصة ما أرتكبه هو وعصابات الإخوان في جنوب اليمن من سطو واستيلاء على ثروات الجنوب من النفط والمعادن النفيسة طوال أكثر من عشرين عام وحرمان الجنوبيين من حقوقهم، وكذا الجرائم والمخططات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار الجنوب وشعبه من قبل القوات والخلايا الإخوانية التي يتزعمها الأحمر والتي نفذت على مدى السنوات الماضية وحتى وقتنا الراهن عمليات الاغتيال والتصفية للكوادر الجنوبية من قيادات عسكرية وأمنية وقضاة وسياسيين ورجال دين، ولازالت قواته العسكرية حتى اللحظة تسيطر بالقوة على مناطق الثروة النفطية والمعدنية في كلا من محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتين".
وأوضح الصحفي بن مرشد حقيقة ما إدعاه علي محسن الأحمر من الوطنية والإلتزام بالمصلحة العليا لليمن، قائلا: "منذ سبع سنوات من سقوط اليمن الشمالي وعاصمته صنعاء بقبضة قوات أنصار الله الحوثيين، والجنرال علي محسن وقواته مرابطين في مناطق النفط بحضرموت وشبوة وفي مأرب، ولم يمتثل الأحمر وقواته لكافة القرارات والتوجيهات الصادرة اليهم من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية للتوجه إلى جبهات القتال، بل على العكس من ذلك قاموا بتسليم المعسكرات والمواقع التي كانت بحوزتهم إلى قوات الحوثيين بكامل عتادها واسلحتها، وأكتفى الأحمر وقواته وحزب الإصلاح الإخواني طوال سبع سنوات من الحرب بدور المتفرج على اجتياح الحوثيين لمحافظات ومناطق الشمال الواحدة تلو الأخرى بدون أن يحركوا ساكنا، فهل اسقاط وتسليم اليمن الشمالي لأنصار الله الحوثيين هي الوطنية زالمصلحة العليا للوطن التي يدعيها الأحمر؟!".
وأضاف الصحفي محمد بن مرشد: "أما ادعاء علي محسن الأحمر بإنه (لم يبتعد عن الناس يوماً)، فيؤكد بأن الأحمر ومن على شاكلته من قيادات الشرعية الإخوانية قد محو من ذاكرتهم تماما اليمن الحقيقي الذي يعيش فيه المواطن اليمني أقسى صنوف المعاناة معيشيا وخدميا، وأصبح الأحمر ومن معه يعتقدون بأن القصور والفنادق التي يقيمون فيها هم وعائلائهم وحاشياتهم متذ أكثر من سبع سنوات في السعودية وتركيا ومصر بأنها وطنهم، لذلك لم يستحي الأحمر بقوله بإنه (لم يبتعد عن الناس يوما)، والحقيقه أنه قد رمى اليمن وشعبه خلف ظهره منذ سبع سنوات ولم يعد يربطه باليمن سوى ما ينهبه من ثروات ونفط ومعادن اليمن الجنوبي ولاشيء غير ذلك".
وكشف رئيس تحرير موقع (عدن الان) الأخباري، بأن نائب الرئيس اليمني المقال من منصبه "يدرك تماما بأن الاتفاق السياسي الذي تمخض عن المشاورات اليمنية في الرياض وأفضى إلى اقالته من منصب نائب الرئيس وتنحيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وتشكيل مجلس رئاسي بالمناصفة بين الجنوب والشمال، لم يشتمل على منح الجنرال علي محسن الأحمر حصانة تمنع ملاحقته قانونيا عبر القضاء المحلي أو الدولي كتلك الحصانة التي منحتها المبادرة الخليجية في العام 2012 إلى علي عبدالله صالح ومسؤولي نظامه انذاك، لذلك سارع الأحمر إلى المبادرة بإصداره خطاب وبيان تبرأة لذمته وإختلاق منجزات وهمية وإدعاء النزاهة والوطنية بمحاولة فاشلة لتضليل الداخل والخارج وكسب التعاطف، وهو ما تحول دونه جرائمه ومؤامراته التي طالت اليمن، وخاصة الجنوب الذي لايزال الجنرال الأحمر ومليشياته حتى اللحظة ينهبون ثرواته النفطية والمعادن النفيسة من الذهب والفضة التي يستخرجها خلسة من مناجم سرية اقامها في حضرموت منذ سنوات".
واستعرض الصحفي محمد فضل بن مرشد جانب من النهب المهول لثروات الجنوب، والذي لايزال يمارسه حتى اليوم نائب الرئيس اليمني المقال علي محسن الأحمر وقوات الإخوان التي تحتل منذ نحو عشرين عاما مواقع الإنتاج النفطي في حضرموت وشبوة الجنوبيتين، وقال بن مرشد: "يمتلك علي محسن الأحمر بمعية قوى شماليه يتزعمها عشرات حقول النفط في الجنوب وبدون وجه حق، ووعلى سبيل الذكر لا الحصر سيطرة الأحمر ومليشياته على حقل العقلة النفطي الواقع في منطقة العقلة بمحافظة شبوة الجنوبية وتبلغ مساحته 62 كيلو مربع ويحتوي على (40) بئر نفط تقريباً داخل حقل العقلة لوحده".
وأضاف بن مرشد: "أما القطاعات النفطية الأخرى التي يسيطر عليها الجنرال والأحمر وعصابة الشمال في الجنوب والتي لم يعلن عنها وبقيت طوال العشرين السنة الماضية تعمل بسرية على استخراج وبيع النفطي الجنوبي وتحويل عائداته بمئات الملايين من الدولارات سنويا إلى حسابات الأحمر وعصابته في بنوك الخارج، فهي على النحو التالي: القطاعات ( 93-94-95- 96 ) في سقطرى، والقطاعات (46- 61- 62- 63) في خليج عدن، والقطاعات (22- 23- 24) في البحر الأحمر".
واستطرد رئيس تحرير موقع (عدن الان) الأخباري، مؤكدا: "هذه القطاعات النفطية الجنوبية التي يسيطر عليها الجنرال الأحمر وعصابة شمال اليمن منذ نحو عقدين من الزمن وينهبون عائداتها الضخمة لحسابهم الخاص، لم تعد اليوم تخفى عن أحد من شعب الجنوب، بل وفضحت حقيقتها بالأدلة والأرقام تقارير دولية متخصصة تناولت مؤخرا ما تتعرض له الثروة النفطية التي يمتلكها جنوب اليمن من نهب وسلب مهول من قبل عصابة الأحمر، سواء بشكل مباشر أو من خلال شركات نفطية أجنبية يتم استقدامها إلى الجنوب ومنحها حق استخراج وبيع النفط الجنوبي لصالح الأحمر ومتنفذي شمال اليمن الذين يحتلون المناطق النفطية بمحافظتي شبوة وحضرموت بقوة جيش الإخوان ويقمعون المواطنين الجنوبيين في تلك المناطق المحرومة من أبسط مقومات الحياة فيما الثروات النفطية المهولة تنهب وتسلب من تحت اقدامهم".