أخذت تركيا فيما يبدو زمام المبادرة في الجهود الدولية لإنهاء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، فمنذ بدء الصراع يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساعيه الدبلوماسية لإيقاف الحرب
متبعاً استراتيجية الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع جميع أطراف النزاع، فتركيا هي الدولة الوحيدة في حلف الـ”ناتو”التي لم تشارك في العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
وضمن هذه الحملة الدبلوماسية أجرى أردوغان عشرات الاتصالات مع الرؤساء والمسؤولين حول العالم، حيث اعتبر مراقبون أن أردوغان يقود أبرز حملة دبلوماسية لوقف الحرب روسيا ضد أوكرانيا.
ففي 24 شباط/فبراير الماضي، ومع البدايات الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا، أجرى أردوغان أول اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحثا فيها الهجوم وآخر التطورات على الصعيد الميداني.
وفي نفس اليوم، جرى اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحثا فيها التدخل الروسي وآخر التطورات.
وفي اليوم التالي، أي في 25 شباط/فبراير الماضي، شارك أردوغان في القمة الطارئة التي عقدها حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو”، حيث ناقش فيها الرؤساء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
وفي 26 من الشهر ذاته، أجرى أردوغان اتصالات متعددة مع كل من رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف، ورئيس تركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف، الرئيس الأذري إلهام علييف، جرى خلال اللقاءات بحث العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية ولا سيما الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي نفس اليوم، أجرى أردوغان اتصال هاتفيأً ثانياً مع الرئيس الأوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، جرى خلاله بحث التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا والتطورات الأخيرة، حيث عبّر أردوغان عن تعازيه لمواطني أوكرانيا الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم الروسي، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين، مؤكداً أن تركيا تبذل جهودًا لإعلان وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن من أجل منع المزيد من الخسائر في الأرواح، ومنع المزيد من الضرر للدولة الأوكرانية.
وفي 1 آذار/مارس الجاري، أجرى أردوغان عدة اتصالات هاتفية مع كل من رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيس النمسا ألكسندر فان دير بيلين، جرى خلال اللقاءات تقييم التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا ومناقشة مفاوضات الوفدين الأوكراني والروسي في بيلاروسيا، وتأكيد السعي من أجل وقف فوري لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ومواصلة دعم سيادة أوكرانيا وسلامة ووحدة أراضيها.
وفي هذا الإطار، أجرى أردوغان في 4 آذار/مارس الجاري اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، جرى خلال اللقاء بحث التطورات الإقليمية، لا سيما الهجوم الروسي على أوكرانيا، والعلاقات بين تركيا والمملكة المتحدة، وخلال الاجتماع، صرح أردوغان أن تركيا تواصل السعي من أجل وقف فوري لإطلاق النار ووقف فوري للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي اليوم ذاته، أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا آخرا مع الرئيس الأوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، وناقش معه آخر التطورات.
وفي 5 آذار/مارس الجاري، أجرى أردوغان اتصالات هاتفية مع كل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، بحث معهم تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا وسبل حل الأزمة.
وفي 6 آذار/مارس أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة الهجوم الروسي على أوكرانيا وتقييم العلاقات التركية الروسية، وشدد على أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لضمان وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية وتوقيع اتفاق سلام، كما أعرب عن تواصله المستمر مع الجانب الأوكراني والدول أخرى، وقال إنه “سيواصل جهوده لإجراء مفاوضات شاملة”.
وأطلقت روسيا فجر 24 شباط/فبراير الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو. المصدر: وكالة أنباء تركيا