اكتشف علماء كانوا يحللون قطعة من نيزك أقدم مادة عمرا معروفة على ظهر الأرض.
ووجد العلماء حبيبات غبار داخل تلك القطعة الصخرية الفضائية التي سقطت على الأرض في الستينيات من القرن الماضي ويبلغ عمرها حوالي 7.5 مليار سنة.
وقد تشكلت حبيبات الغبار تلك في نجوم كانت عاشت قبل ولادة نظام المجموعة الشمسية ثم تلاشت.
ونشر فريق الباحثين النتيجة التي توصلوا إليها في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة.
وعندما تفنى بعض النجوم تتفتت وتنشر الجسيمات الموجودة فيها في الفضاء ثم تنضم تلك "الحبيبات السابقة للمجموعة الشمسية" إلى نجوم أخرى جديدة أو إلى كواكب أو أقمار ونيازك.
وتبين من عمليات القياس أن بعض الحبيبات السابقة على ولادة المجموعة الشمسية تعد أقدم شيء عمرا يكتشف حتى الآن.
واعتمادا على عدد الأشعات الكونية التي تفاعلت مع الحبيبات تمكن الباحثون من تحديد عمرها وقالوا إن معظمها يتراوح ما بين 4.6 و4.9 مليار سنة.
ومقارنة بذلك فإن عمر الشمس يبلغ 4.6 مليار سنة، أما عمر الأرض فهو 4.5 مليار سنة.
أما أقدم تلك الحبيبات عمرا فيرجع إلى حوالي 7.5 مليار سنة.
وكان أكبر ما عثر عليه العلماء من حبيبات سابقة على المجموعة الشمسية بعد تحليلها يرجع إلى 5.5 مليار سنة.
وتلقي نتائج البحث الأخير الضوء على جدل يدور بشأن إن كان تشكل النجوم الجديدة يتم بطريقة منتظمة أو لا أو إن كان عدد النجوم الجديدة في ازدياد أو انخفاض عبر الزمن.
وقال هيك: "الفضل يرجع إلى تلك الحبيبات إذ أصبح لدينا الآن دليل مباشر على فترة ازدهر فيها تشكل النجوم في مجرتنا قبل سبعة مليارات سنة عن طريق تلك العينات من النيازك وهذا أحد أهم نتائج تلك الدراسة".
ومما توصل إليه الباحثون أيضا أن الحبيبات السابقة على ولادة المجموعة الشمسية تسبح في الفضاء وتتجمع معا في بلورات أكبر مثل حبات "الغرانولا" ويشرح فيليب هيك ذلك قائلا: "لم يخطر ببال أحد أن هذا ممكن وبهذا القدر".