حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، اليوم الخميس، في ختام زيارة لليمن استغرقت يومين، من أن البلد الذي مزقته الصراعات يتجه "نحو كارثة" بسبب نضوب التمويل الإنساني.وقال بيزلي في بيان إن البرنامج بات مضطرا لتقليص المساعدات الغذائية الضرورية لملايين الأسر الجائعة.وأضاف: "ليس لدينا خيار سوى أخذ الطعام من الجياع لإطعام المتضورين جوعا".وتابع: "مالم نحصل على تمويل فوري، سنخاطر في غضون أسابيع قليلة حتى بعدم قدرتنا على إطعام المتضورين جوعا..سيكون هذا هو الجحيم على الأرض".
ويقول برنامج الأغذية العالمي انه يحتاج إلى 800 مليون دولار في الأشهر الستة المقبلة لتقديم المساعدة الكاملة إلى 13 مليون شخص تُقدم لهم المساعدة حتى الآن.ومنذ بداية العام أضطر البرنامج إلى خفض الحصص الغذائية إلى النصف، أي ثمانية ملايين شخص، بسبب نقص التمويل.وعلى مدى يومين أجرى بيزلي مباحثات مكثفة مع المسؤولين في الحكومة اليمنية بعدن، في سياق التنسيق المشترك لعقد مؤتمر دولي للمانحين الشهر المقبل لحشد التمويلات لخطة الامم المتحدة للاستجابة الانسانية 2022.وأبدى بيزلي الذي كان قد أجرى زيارة مماثلة لليمن قبل أقل من عام، إحباطه الشديد من الحال الذي آلت اليه البلاد، وقال إن "الوضع الآن أسوأ ما يمكن لأي شخص أن يتخيله".ويرجّح برنامج الأغذية العالمي أن يؤدي تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء وخاصة الحبوب في اليمن الذي يعتمد على الاستيراد.وارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من الضعف في معظم أنحاء اليمن خلال العام الماضي، ما جعل أكثر من نصف البلاد بحاجة إلى مساعدات غذائية.
وسيؤدي إرتفاع أسعار المواد الغذائية إلى دفع المزيد من الناس إلى الحلقة المفرغة المتمثلة في الجوع والاعتماد على المساعدة الإنسانية.وقال بيزلي: "فقط عندما تعتقد أنه لا يمكن أن يزداد الوضع سوءا، يستيقظ العالم على وقع صراع في أوكرانيا من المحتمل أن يتسبب في تدهور اقتصادي في جميع أنحاء العالم، خاصة بالنسبة لبلدان، مثل اليمن، تعتمد على استيراد القمح من أوكرانيا وروسيا. وسترتفع الأسعار لتفاقم الوضع السيء بالفعل".ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية إلى 13 مليون يمني شهريا لكنه أضطر مع بداية العام الى خفض الحصص الى النصف، يينما استمر خمسة ملايين شخص معرضين لخطر الانزلاق في ظروف المجاعة بتلقي حصص غذائية كاملة.