قدم أمير قطر، تميم بن حمد، الشكر إلى إيران، على موقفها تجاه بلاده من خلال فتح موانئها أو أجوائها لمواجهة عقوبات دول المقاطعة العربية "السعودية ومصر والإمارات والبحرين".
وقال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك عقب لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأحد في طهران، أن "الحل الوحيد لخلافات المنطقة هو الحوار وتخفيف التصعيد".
وشدد تميم على أن "زيارتي لطهران تأتي في وقت حساس في المنطقة واتفقنا مع الأشقاء الإيرانيين على أن الحل الوحيد هو تخفيف التصعيد"، مؤكدا أن العلاقة بين البلدين "تاريخية، وشهدت تطورات كبيرة وكانت القنوات بين الجانبين دائما مفتوحة".
وأعلن الشيخ تميم أنه وجه دعوة الى الرئيس روحاني لزيارة قطر.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" عن أمير قطر قوله إن بلاده لن تنسى مواقف طهران ومساعداتها وما قدمته للدوحة خلال الحصار، سواء بفتح موانئها أو أجوائها.
وأقام روحانى مراسم استقبال رسمية لأمير قطر فى مجمع "سعد آباد" الثقافى فى طهران.
ووصل أمير قطر ظهرا إلى طهران حيث كان فى استقباله وزير الطاقة الإيرانى رضا أردكانيان.
وفى وقت سابق، أكد مسئول فى مكتب الاتصال الحكومى القطرى الزيارة، وهى الأولى الرسمية للأمير منذ وصوله إلى الحكم عام 2013.
وكان وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى دعا إلى حل سلمى للخلافات بعد الغارة الأمريكية التى قتلت سليمانى. أعلن الرئيس الإيرانى حسن روحانى خلال مؤتمر صحفى مشترك مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة ال ثانى: اننا قرر تشكيل لجنة مشترك بين البلدين تعقد اجتماعات سنوية منتظمة كما قررنا تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية من أجل توظيف جميع الطاقات لما يخدم شعبى البلدين.
من جهته قال الرئيس الإيرانى، حسن روحانى خلال المؤتمر الصحفى، أنه بات جلى للجميع فى أن العلاقات بين البلدين الشقيقين هى علاقات تاريخية تقوم دوما على أساس الصداقة وحسن الجوار.
وأضاف روحانى حسب وكالة فارس، أنه وخلال السنوات الأخيرة وعقب ما أسماه "الحصار والحظر الذى فرضته بعض البلدان على قطر" نهضت إيران بواجبات الجيرة والصداقة التاريخية ووقفت إلى جانب قطر وهى ستبقى فى المستقبل أيضا إلى جانبها.
وأكد الرئيس الإيرانى، أن مباحثات اليوم شهدت اتخاذ قرارات مهمة على صعيد تطوير العلاقات بين البلدين وقال إننا لدينا علاقات سياسية جيدة ولدينا طاقات جيدة للغاية فى المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية وسيجرى خلال الأشهر القادمة تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين ونامل أن يشهد البلدان إلى جانب تشكيل اللجنة المشتركة تعاونا تجاريا وتقنيا وتوظيف الاستثمارات بين البلدين فى كافة المجالات.
وتابع بأننا قررنا أن تعقد اللجنة المشتركة بين البلدين اجتماعات سنوية منتظمة وكذلك قررنا تعزيز العلاقات السياسياة وتبادل الزيارات بين المسئولين السياسيين والاقتصاديين من أجل توظيف جميع الطاقات بما يخدم شعبى البلدين.
وقال روحانى، أنه ونظرا إلى أهمية أمن المنطقة ولاسيما الممرات المائية فى "الخليج الفارسي" –متجاهلا وجود تميم بطمس اسم الخليج العربى فى أهانة واضحة لأمير خليجى- ومضيق هرمز وبحر عمان قررنا إطلاق مشاورات وتعاونا أكبر من أجل أمن المنطقة باسرها ونحن نولى أهمية لهذه الزيارة وحضور أمير قطر والوفد المرافق له فى إيران، ونأمل أن نشهد علاقات اوسع بين البلدين.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر فى يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم جماعات إسلامية متطرفة وبالتقارب مع إيران، الأمر الذى تنفيه الدوحة. ويعتبر وصف الخليج الفارسى من الأسماء المحظورة فى دول الخليج العربى بشكل خاص، والدول العربية بشكل عام، نظرًا لمساعى إيران بالسيطرة عليه، وتسميتها الدائمة له بهذا الاسم.
شهدت السنوات الماضية مجموعة من الخلافات بسبب اختلاف التسميات بين الدول العربية وإيران. إذ منعت الأخيرة مجلة ناشيونال جيوغرافيك وصحافييها من دخول البلاد عام 2004 بسبب إيراد تسمية الخليج العربى بخط كبير، وتحته الخليج الفارسى بخط صغير. وبعد سنتين تعرضت مجلة ذى إيكونوميست لانتقادات واسعة بسبب اكتفائها باسم الخليج، دون أي صفة.
ومنعت إيران، فى 2010، مرور أي طائرة تتبع لأى شركة طيران لا تستخدم عبارة الخليج الفارسى عبر مجالها الجوى.
أما مجلس التعاون الخليجى فقد وصف عام 2010 الإصرار على تسمية الخليج بالخليج الفارسى، بـ"الضحك على التاريخ، لأن الوجود العربى على الساحل الشرقى للخليج العربى مستمر ومثبت تاريخيًا منذ أكثر من 3000 عام، بينما الوجود الفارسى هناك مستحدث، ولا يعود لأكثر من الدولة الصفوية .