فارقت فتاة يمنية قاصر، الحياة، بعد ساعات من اعتقالها، في أحد سجون مليشيا الحوثي، عقب تعرضها للاغتصاب على يد قيادي حوثي في محافظة الحديدة والانجاب منه.
وتفاجأت أسرة أميرة علي 17 عامًا)، بحملها وإنجابها، بعد أن أخبرتهم بتعرضها للاغتصاب بالقوة على يد قيادي حوثي، وهددها في حال الإفصاح عن الجريمة.
وطالب المركز الأميركي للعدالة (ACJ) في بيان له، السلطات القضائية التابعة لجماعة الحوثي في محافظة الحديدة، إلى إجراء تحقيق قضائي محايد حول أسباب اعتقالها ووفاتها في أحد السجون الخاضعة لسيطرة الحوثيين بعد ساعات من اعتقالها، ومعاقبة المتسببين.
وأوضح البيان أن أمن مديرية بيت الفقيه التابع للحوثيين اعتقل أميرة وأودعت في سجن المديرية في نفس اليوم الذي ولدت فيه دون مراعاة لظروفها الصحية وبدون مبرر قانوني.
وقالت أميرة لأسرتها التي فوجئت بابنتها حاملا وهي في حالة ولادة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أن مسؤولا حوثيا في المنطقة قد اغتصبها بالقوة أثناء ذهابها لإحضار الأعلاف للأبقار وقام بتهديدها إن تحدثت بما حصل لها سوف يحبس إخوانها ويطرد عائلتها من القرية، حسب البيان.
وأوضح البيان أسرة الفتاة وأهالي القرية حين علموا بالأمر تقدموا ببلاغ إلى إدارة أمن المديرية الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن الجريمة، وطالبوا بالقبض على المتهم والتحقيق معه وإحالته إلى الجهات المختصة واتخاذ الإجراءات القانونية، إلا أن إدارة الشرطة قامت باعتقال الفتاة التي توفيت في اليوم التالي.
وقال شاهد عيان من سكان قرية العنبرية التي تنتمي إليها الفتاة، القول إن "شقيق أميرة ذهب الساعة الثامنة صباح اليوم الثاني لزيارتها فأبلغه أفراد الأمن (حوثيون) أنها في حالة إغماء، وطلب منهم السماح بنقلها إلى المستشفى لكنهم رفضوا حتى يأتي مدير الأمن".
وأكد نقلها إلى مركز طبي في المديرية بعد مجيء المدير الذي تأخر حتى العاشرة صباحاً، غير أنها فارقت الحياة بعد ساعة من وصولها إلى المركز.
بدورها، قالت لطيفة جامل رئيسة المركز الأميركي للعدالة: "إن اعتقال طفلة تحت السن القانونية وإيداعها السجن دون مسوغات قانونية، ممارسات ممنهجة ترتكبها سلطات الحوثي، وباستمرار ودون خشية من المحاسبة، ذلك أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية اكتفوا بالإدانات".
وأضافت أن الحوثي اعتبر اللغة المحايدة التي يستخدمها المجتمع الدولي تصريحاً له على ارتكاب جرائمه اليومية بحق المدنيين، خصوصاً الفئات الأشد ضعفاً من النساء والأطفال إن لم يكن بالقتل المباشر فالموت أثناء الاعتقال أو الاحتجاز.
وعبّر المركز عن أسفه الشديد "لما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات واسعة وجسيمة في ظل استمرار الحرب وغياب كل مؤسسات الحماية والرعاية ". مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات المحلية والدولية والمؤسسات الرسمية المعنية بحماية ورعاية الطفولة إلى مواجهة تلك الانتهاكات وتوفير الحماية للأطفال خصوصاً في المناطق النائية ومناطق الصراع والضغط لملاحقة المتهمين في ممارسة الانتهاكات، بحسب ما نقلته قناة الحدث.