قال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فارع المسلمي أن "السبب الأكثر أهمية لإعلان المكلا كعاصمة جديدة، وإبقائها كذلك بعد الحرب، هو إفساد خطط الأطراف التي ترغب في تشرذم اليمن، مثل الحوثيين في الشمال أو المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب.
وأوضح في تحليل نشره المركز على موقعه الالكتروني إن ذلك "من شأنه أن يساعد على ردع القوى المهيمنة في مختلف أنحاء اليمن عن فرض سلطة مركزية. إن منع التشرذم والمركزية من المكلا من شأنه أن يعيد تشكيل علاقات اليمنيين مع بعضهم، وأن يساعد في معالجة تظلمات مواطني البلاد وإبراء جروحهم".
وأضاف: هناك عدد قليل من المدن الآمنة في اليمن التي تتمتع بوضع جيد يؤهلها لأن تكون عاصمة جديدة؛ والمكلا هي الخيار الأفضل.
وتابع: تُعد المكلا، مركز محافظة حضرموت شرقي اليمن، رابع أكبر مدينة على مستوى البلاد. هي مدينة حضرية ساحلية، مع كثافة سكانية منخفضة بما فيه الكفاية لاستيعاب النمو، وفيها ميناء نشط ذو مساحة يساعد في التوسع على طول بحر العرب، الذي يضم بدوره واحدًا من الممرات الملاحية الأكثر ازدحامًا في العالم. وأردف: بمجرد وجود الحكومة فعليًّا في المدينة، يمكن أن تصبح المكلا العاصمة الاقتصادية والسياسية لليمن، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تنشيط التجارة عبر الطرق البرية إلى عُمان والسعودية، وعلى الصعيد الدولي عبر الممرات البحرية إلى الشركاء التجاريين في شرق آسيا.
ولفت قائلا: على عكس كبريات المدن اليمنية الأخرى، لا تعاني المكلا من شح في الموارد المائية. ويحد حضرموت، التي تشكل أكثر من ثلث أراضي اليمن، كل من مأرب وشبوة والمهرة، وتنتج ما يقرب من ثلثي النفط والغاز المصدّر من اليمن. تتمتع المحافظة أيضًا بتنوع اجتماعي واسع النطاق، وهو مقياس للتنوع الاقتصادي المتمثل في صناعة صيد الأسماك والإمكانات السياحية بعد الحرب، إلى جانب كونها موطنًا لبعض من أفضل الجامعات اليمنية؛ حسب المسلمي.