تتوالى خسائر المليشيات الحوثية منذ إعلان قوات يمنية مشتركة عن ساعة الصفر للعملية العسكرية ضدها، في الحديدة وتعز.
وبدأت الجمعة الماضية، ألوية وكتائب من تشكيل عسكري يضم ثلاث قوات عسكرية ذات قوة ضاربة، هجوما ضد مواقع تموضع مليشيات الحوثي في حيس جنوب الحديدة، ومقبنة غرب تعز، في مساحة مشتركة بين المحافظتين، في أول تحرك عسكري للقوات المشتركة منذ توقيع اتفاق ستوكهولم أواخر 2018.
وقبل أن ينتصف نهار الجمعة، كانت طلائع هذه القوات قد وصلت الحدود الإدارية لمحافظة إب، في تقدم قياسي، نسف تخندق وتحصينات مليشيات الحوثي التي تجهزها منذ 7 أعوام حين سيطرت أول مرة على هذه الجغرافيا ذات الأهمية الكبيرة لسواحل البحر الأحمر وباب المندب.
وحررت القوات المشتركة نحو ألف كلم من المساحات المنبسطة والسلاسل الجبلية وأمنت مديرية حيس بالكامل، حتى ثاني أيام العملية العسكرية، كما قطعت أحد أهم خطوط إمداد الحوثيين من جهة محافظة إب، وحررت مرتفعات جبلية تطل على مدينة وسوق البرح غرب تعز.
وتشير المعلومات الميدانية إلى أن التحرك العسكري للقوات المشتركة أسهم بشكل سريع في تخفيف الضغط العسكري على مدينة مأرب، حيث تترقب المليشيات فتح جبهات ضدها في محافظات أخرى، وتنشيط محاور قتالية، من شأنها أن تنزع امتياز المليشيات في تحديد مكان وزمان المعارك.
وكثف التحالف العربي من هجماته الجوية ضد الأهداف الحوثية الثابتة والمتحركة بعد أن تجاوزت مليشيات الحوثي كل دعوات ومبادرات السلام، لإيقاف هجومها على مدينة مأرب، وارتكابها جرائم وانتهاكات جسيمة تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وشكل الضغط العسكري في الميدان بالتوازي مع فعالية غارات التحالف العربي الجوية خلال الأيام الماضية إرباكا كبيرا للمليشيات، التي نزفت خسائر مهولة بشرية وعسكرية، حيث خسرت آليات عسكرية ثقيلة منها دبابات في معارك مديرية حيس.
وفتحت انتصارات القوات المشتركة نقاشات ساخنة حول إمكانية تغيير المعادلة على الـرض بعد كسرها قيود اتفاق ستوكهولم، وإعادة نشر القوات في جغرافيا غير محكومة ببنود الاتفاق، الذي أوقف معركة تحرير الحديدة وأعطب خلال 3 أعوام تقدم أكبر قوة عسكرية في الميدان.
تحول مسار الحرب يقول المسؤول السياسي والإعلامي للتنظيم الناصري في تعز مجيب المقطري إن تطورات المشهد العسكري اليوم في الساحل الغربي، يمثل خط الأمل المفقود، والذي سيلملم شتات الصف المقاوم للمليشيات الانقلابية، ويعيده لمستواه المأمول منه، وستكون له انعكاساته الإيجابية سياسيا. المقطري لفت في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن التطور الجديد يأتي بعد توقف وركود وإخفاقات دامت سنوات في جبهات الشرعية، جراء ما سماها "ضعف وتخبط القيادات"، وهو ما مكن ميليشيات الحوثي الانقلابية من زيادة غطرستها ميدانيا وسياسيا، وفق قوله.
واعتبر المقطري أن العمليات العسكرية التي بدأتها القوات المشتركة بكل مكوناتها في الساحل الغربي، تعد تحولا مهما في مسار الحرب، والمعركة القائمة حاليا مع الميليشيات الانقلابية. وأكد أن العملية العسكرية للقوات المشتركة، وبدعم التحالف العربي كسرت الجمود، واستعادت زخم المواجهة والتأييد الشعبي للانتصارات التي تحققت، مشيرا إلى أن الانهيارات التي شهدتها جبهات المليشيات في حيس وغرب تعز تؤكد أن هزيمة الميليشيات الحوثية ليست مهمة مستحيلة وبالإمكان تحويل هذه الانتصارات إلى فاتحة لمعركة حسم، وكسر لغطرسة الحوثي التي تجاوزت كل الحدود.
وقال إن هذه المعركة الوطنية ضد المشروع الفارسي وأذرعه في اليمن تتطلب تأييدا ودعما شعبيا وعسكريا كبيرين، بفتح كل الجبهات المقاومة للمليشيات، وكذا تحرك قيادة محور تعز لتشكيل ضغط على المليشيات الحوثية.
وأكد السياسي والقيادي الحزبي أن "هذه المعركة ستعزز وحدة المواجهة ضد العدو الأوحد، كما ستجنب فتح معارك هامشيه كما يحلو لسادة الفشل المأزومين في الصف المقاوم للحوثي وهي معارك تغذت عليها الميليشيات فترة من الوقت".
عودة الأمل العميد في الجيش اليمني فيصل الشعوري أكد أن الانتصارات التي تحققت في المناطق الغربية لمحافظة تعز وإب والواقعة في جنوب وشرق الحديدة، أعادت الأمل للشعب اليمني بعد أن كاد يختنق من شدة ما صدم به بعد سقوط ما تبقى من البيضاء وبعض مديريات شبوة ومأرب.
وقال الشعوري في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن انتصارات القوات المشتركة أعادت الأمل لليمنيين مشيدا بدور القوات المشتركة وقيادة التحالف العربي على صناعة تلك الانتصارات، والأمل بالقضاء على مليشيات الحوثي.
وأشار العميد الشعوري إلى أن أي انتصار عسكري في اليمن يعد انتصارا للشعب اليمني بالدرجة الأولى، والتحالف العربي، لكون الأخير هو من يقود المواجهات في اليمن، ويدعمها بكل ما يملك.
ونوه العميد اليمني بأن "فكاك القوات المشتركة من قيود اتفاق السويد حررها من المرابطة، دون تقدم في مساحة حددها اتفاق ستوكهولم بجغرافيا منزوعة السلاح وحولتها يوميات الحرب إلى جبهة استنزاف لقوات الساحل الغربي".
غير أن العملية العسكرية التي بدأت الجمعة -يقول المسؤول العسكري- "تجاوزت عثرات 3 أعوام من المراوحة بين بنود السلام المرفوض من المليشيات الحوثية، والحرب الممنوعة وفق بنود الاتفاق".