لم يكد العروسان يبدأن حياتهما الزوجية معًا حتى انتهت. للأسف، بعد انتهاء حفل الزفاف ودخول الزوجين عش الزوجية وقع الزوج مغشيًا عليه واتصلت الزوجة بطبيبةٍ تعرفها فلما فحصته تبين لها أنه قد فارق الحياة بسبب أزمةٍ قلبية.
وكانت الزوجة تعلم أن زوجها يعاني من مرضٍ قلبي، لكنها لم تملك من أمرها شيء بعدما عجلت عائلته بالزواج؛ ظنًا منهم أن الزواج سيكون أفضل بالنسبة له وأن وضعه الصحي سيتحسن بعدما يستقر في حياةٍ زوجيةٍ سعيدةٍ. بكت الزوجة وظلت حبيسة حزنها في شقتها مع زوجها المتوفى، لكنها أخفت خبر وفاته ولم تجرؤ على الاتصال بأحدٍ من أهلها أو من أهل زوجها بسبب خشيتها من اتهامها لهم بالتقصير أو بكونها السبب في موت الزوج. كذلك، كانت الصدمة قاسية عليها ولم تجد موقفًا مشابهًا لذك الموقف تقيس عليه، ولم ترد أن تبدل فرحة أهله إلى حزنٍ في نفس ليلة فرحتهم بزواج ابنهم.
وعكفت الزوجة تبكي ولا تدري ماذا تفعل وكيف تتصرف؟ وكلما نظرت إلى زوجها ورأت وجهها الباسم، ترددت في إعلان موته لأنها تخشى أن يغيبه أهله عن عينها حال علمهم بما حدث. ومكثت الزوجة تدعو ربها أن يعينها على مواجهة القادم وتحمل مصيبتها وأن يلهمها الصبر على فراق زوجها الغالي. والتقطت لعريسها بعض الصور التي أرادت أن تحتفظ بها لتذكرها به وبيوم عرسها الذي ظنت أنه لن يتكرر ولن تطيب نفسها لتكراره مع غيره أبدًا.
وتلك مصيبة الموت الصادمة. وانتظرت الزوجة زيارة أهلها وأهل زوجها لهما ليعلموا الأمر ويكتشفوه بأنفسهم، لكنهم بعد يومين زاروها وكانت صدمتهم شديدة وعلمت أنها قصرت في إبلاغهم لكنها لم تبال بالوقت ولم تكترث بما يقال حينها وأصبحت بالقوة التي تؤهلها للمواجهة. ترددت وأرجأت الإخبار عن الخبر حتى تودعه بطريقتها وحتى تكون أكثر قوةً في لحظات الفراق العصيبة. رحم الله زوجها وألهمها الصبر على مصابها الأليم وجمعهما في الجنة بعرسٍ أروع وأجمل مع عرسهما الدنيوي الذي تحول مأتمًا وفراقًا موجعًا مؤلمًا. كان الله في عون الزوجة وعون المقربين منها ومن زوجها.