ذكرت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن والممولة من الامارات نقلا عن مصادر خاصة لم تسمها عن ارتباط الانسحابات من محافظة الحديدة بتحولات قادمة في تكتيك الحرب في اليمن على أسس أكثر واقعية، وإسناد جبهات استراتيجية أخرى معرضة لخطر الاجتياح الحوثي وفي مقدمتها محافظة شبوة التي سيطر الحوثيون على ثلاث مديريات منها دون مقاومة تذكر مع بروز مؤشرات على اعتزام الحوثيين إكمال السيطرة عليها وتحويلها إلى بوابة لإعادة اجتياح المحافظات الجنوبية المحررة.
ولفتت المصادر إلى أن الانسحابات التي تمت في الحديدة ستساهم في تخفيف الضغط عن قوات المقاومة المشتركة وستعيد رسم خط المواجهات بما يعزز من قدرات تلك القوات الدفاعية ويجعلها أكثر فاعلية في الدفاع وكذلك تنفيذ هجمات جديدة بعد أن تخلصت من حالة الاشتباك التي كانت تشكل كماشة لتقييد حركة تلك القوات واستنزافها في مناطق عديمة الجدوى من الناحيتين العسكرية والاستراتيجية.
وأكدت المصادر أن القوة الضاربة في الساحل الغربي لليمن وخصوصا قوات العمالقة الجنوبية بعد تحررها من حالة توازن الرعب التكتيكي، ستصبح أكثر فاعلية، ويمكن أن تشارك في إسناد جبهات أخرى في شبوة ومأرب بعد التحول الذي طرأ في خطوط التماس مع الحوثيين في الحديدة وتغيير قواعد الاشتباك بعيدا عن المناطق المكتظة بالمدنيين. والجمعة الماضية، قال بيان صادر عن القوات المشتركة في الساحل الغربي إن هذه الانسحابات تمت تنفيذا "لقرار إخلاء المناطق المحكومة باتفاق (السويد)، لكون تلك المناطق محكومة باتفاق دولي يبقيها مناطق منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين وُقِّع اتفاق (السويد)؛ بحجة حمايتهم وتأمينهم".
واعتبر البيان أن ما وصفه بقرار إعادة الانتشار "جزء من المعركة الوطنية"، مشيرا إلى أن هذا القرار المثير للجدل جاء "في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق (ستوكهولم)؛ الذي تتمسك الحكومة الشرعية بتنفيذه، بالرغم من انتهاكات ميليشيات الحوثي الاتفاق من اليوم التالي لتوقيعه".