تم الارتباط سريعا ، حتى بدون استشارتى فى شئ ، ولكن كنت لا املك حريه القرار فى هذا الوقت .
ولذلك كانت فتره الارتباط تقليديه للغايه ، حيث كانت علاقتى به مجرد رسميات ولم أشعر تجاهه باأى عاطفه أو مشاعر أو حب ، وكان هو ايضا شخص غامض وغير مفهوم فى تصرفاته أو طريقه تفكيره .
ومرت الايام سريعا ، وتزوجنا وسط أجواء احتفاليه تقتصر على العائله والاصدقاء ، وبالرغم من أننى كنت اتمنى أن تكون حفله زفافى كبيره ، ولكنه رفض بشده .
وتزوجنا وبدأت حياتى الزوجيه فى استقرار وهدوء ،
وكانت الأيام الأولى كل طرف يحاول التعرف على الطرف الآخر ، وكنت دائما احاول التقرب منه لمعرفه كل شئ عنه ، وحتى أستطيع التعايش والنجاح فى حياتى ، ولكنه كان شخص غامض للغايه .
وكانت كل أسراره مع والدته فقط ، وكان عندما يتحدث معها كان يغلق عليهم الغرفه حتى لا اشاركهم الحديث ، وكانت حماتى لاتختلف عنه كثيرا فى الغموض والتصرفات الغير مفهومه .
ومرت الايام على هذا النحو ، حتى علمت أننى حامل وكانت سعادتى كبيره ، وشعرت لحظتها أن الحياه اصبحت لها هدف اكبر يمكن السعى له .
ولكن تقبل زوجى هذا الخبر بعدم اهتمام ، ولذلك شعرت بالحزن الشديد بسبب ردود أفعاله ، وكانت الصدمه الاولى لى فى حياتى الزوجيه ، حيث كنت أتوقع أنه سوف يسعد كثيرا بهذا الخبر .
ومرت الايام على هذا الحال ، وكنت انتظر موعد ولادتى بفارغ الصبر ، حتى ياتى طفلى ليشاركنى فى الحياه ، بدلا عن حاله الغموض والعزله التى اعيش بها .
وفى يوم من الايام اخبرنى زوجى أنه سوف يسافر فى مهمه عمل خاصه بالشركه التى يعمل بها ، وكانت المره الاولى التى يسافر بها بعد الزواج .
بالفعل سافر سريعا ، على أن تستمر فتره السفر لمده عشره ايام فقط ، وبعدما سافر لم يتصل بى سوى مره واحده فقط ، وكنت كلما حاولت الاتصال به لكى أطمئن عليه ، كان هاتفه مغلق طوال الوقت .
وفى اليوم الاخير الذى كان مفترض أن يعود فيه ، جلست انتظر عودته ، ولكن جاء اتصال هاتفى إلى المنزل ، وتوقعت أن يكون زوجى هو المتصل .
ولكن عندما أجابت على الهاتف ، كان شخص آخر ويبدو عليه الارتباك الشديد فى الكلام ، وقال إن زوجى انقلبت به السياره فوق منطقه جبيله أثناء عودته ، واحترقت السياره بكل من فيها ، وفى نهايه حديثه قال إن زوجى قد توفى بداخل السياره !!
كانت صدمه مدويه لم أستطيع تحملها ابدا ، وفقدت الوعى على أثرها وتم نقلى إلى المستشفى ، وبعدما استعادت الوعى كان مر يوم على هذا الحادث ، وعلمت أنه تم دفن زوجى وانتهت جنازته !!
وعدت إلى المنزل فى اليوم التالى ، وكان اليوم الثانى لوفاه زوجى ، كنت أشعر بالاختناق الشديد ، وربما كانت ظروف الحمل لها أثر كبير فى حاله اليأس والاختناق التى اصابتنى
وكانت حماتى معى لاتفارقنى فى ذلك الوقت ، وكان يبدو عليها الحزن لفراق ابنها الوحيد ، وفى مساء هذا اليوم جاء أحد زملاء زوجى إلى المنزل من أجل التعزيه ، وأثناء الحديث قال إن زوجى كان معه مبلغ كبير من المال يتخطى الخمسه ملايين جنيه قبل الحادث ، وكان من المفترض أن يتم الاتفاق على صفقه للشركه قبل عودته ، ولكن الغريب أن الصفقه لم تتم ، وأيضا المال اختفى !!
وعندما أخبرته أن السياره احترقت وان جثه زوجى تفحمت فى الداخل ، لدرجه ان لم يتعرف أحد على ملامح الأشخاص الذى بداخل السياره ، وقد يكون المال احترق بالداخل ، فااخبرنى أنه الآن يتم فحص السياره والحادث لمعرفه هل كان المال بالسياره ام لا ، ولكن حتى الآن لايوجد أثر للمال !!
وبعدما انصرف كان الأمر يشغلنى كثيرا خاصه أن الشركه سوف تطالب بالمال الذى كان فى عهده زوجى ، وبعد تفكير طويل ، أخبرت حماتى بما قاله زميل زوجى .
وعندما سمعت الحديث وعلمت مايدور من تحقيقات حول السياره ، شعرت أنها متوتره كثيرا ويبدو عليها الاضطراب .
وفى صباح اليوم التالى ، وكان اليوم الثالث لوفاه زوجى ، استيقظت من النوم ، وكانت حماتى غير موجوده بالمنزل ، بحثت عنها كثيرا وحاولت الاتصال بها ، ولكن كان هاتفها مغلق ، وعندما علمت أنه لايوجد احد ، فكرت أن أذهب الى زياره قبر زوجى ، حتى تعود حماتى من الخارج .
وعندما وصلت إلى المقابر ، رأيت حماتى من بعيد بالقرب من قبر زوجى ، فتوقعت أنها جاءت لزيارته ، ولكن قبل أن اقترب من القبر ، رأيتها تسكب البنزين على القبر ثم أشعلت النار به !!
وانصرفت سريعا من المكان !! وكان النار شديده الاشتعال لدرجه انها كانت تحاصر القبر من الداخل والخارج ، كان شئ صادم وتصرف مريب للغايه ، ولذلك ذهبت سريعا الى قسم الشرطه واخبرتهم بالحكايه كامله من بدايه وفاه زوجى ، الى حديث زميله بالشركه ، حتى تصرف والدته وإشعال النار بالقبر
وبدأت التحقيقات والتحريات حول هذه القضيه ، وكانت النهايه كارثيه ، حيث بعد أيام قليله تم القبض على حماتى ، وفى التحقيقات فجرت مفاجئه مدويه ، حيث قالت إن زوجى حى وأشارت إلى المكان الذى يختفى فيه ، وقالت إن وفاته كانت خدعه للاستيلاء على المال !
وقالت عندما علمت أن هناك تحقيقات حول السياره ، توقعت أن يكتشفوا خدعه وفاته ، فااشعلت القبر ، حتى لايستطيعون العثور على الجثه بالداخل !!
وتم القبض على حماتى وزوجى معا ، وانتهت حياتى معهم بالانفصال ، وكان انفصال إلى الأبد
* اوبرا نيوز - يمن تايم