أضرم محتجون النار داخل السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد، كما أحرقوا أبراج الحراسة في مقر السفارة وأطلقت صافرات الإنذار فيها، وذلك احتجاجا على الضربات الأميركية التي استهدفت فصائل من الحشد الشعبي قتل وأصيب فيها العشرات. وأفاد مراسل الجزيرة في بغداد بأن آلاف المحتجين مستمرون بالاحتجاج في محيط السفارة، وأن من المحتجين من توعد بنصب خيام للاعتصام بشكل مفتوح أمام السفارة حتى إغلاقها وإخراج القوات الأميركية.
وأوضح المراسل أن مصادر سياسية عراقية ذكرت أن السفير الأميركي قد غادر بغداد، ولكن عندما تواصل مع السفارة الأميركية أفادوه بأن السفير وبعض الشخصيات في إجازة لأسبوعين بدأت منذ أكثر من أسبوع بمناسبة أعياد الميلاد، مشيرين إلى أن هناك موظفين أساسيين ما زالوا في السفارة، ربما يتحصنون بالملاجئ داخلها. وفي وقت لاحق، أفاد مراسل الجزيرة بأن المحتجين انسحبوا من داخل السفارة إلى محيطها بعد وصول القوات الأمنية.
وفي وقت سابق اليوم، هاجم متظاهرون البوابة الرئيسية للسفارة وأحرقوا أعلاما أميركية بالقرب منها، احتجاجا على القصف الأميركي الذي استهدف مواقع للحشد الشعبي في محافظة الأنبار (غربي البلاد).
جاء ذلك بعد أن شُيّع في العاصمة العراقية بغداد قتلى الحشد الشعبي الذين سقطوا في القصف الأميركي.
وقال مراسل الجزيرة إن آلاف المواطنين والمنتسبين لهيئة الحشد الشعبي، نظموا مسيرات في ساحة الحرية بمنطقة الجادرية وسط بغداد، احتجاجا على الضربات الأميركية. أتباع ميليشيات الحشد يحاولون نصب خيم أمام السفارة الأمريكيية في المنطقة الغبراء في بغداد بإشراف المعمم جبار المعموري المعروف باستهزائه بمظاهرات العراق وكانت الخارجية العراقية قالت إنها ستستدعي السفير الأميركي لإبلاغه بأن العراق لا يسمح بأن يكون ساحة صراع أو ممرا لتنفيذ اعتداءات.
وقالت الحكومة العراقية في بيان عقب اجتماع مجلس الأمن الوطني إن ما جرى يدفعها إلى مراجعة العلاقة مع التحالف الدولي وسياقات العمل معه. وقد شدد المجلس على أن العراق يرفض أن يكون ساحة اقتتال أو طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي. ومنذ ساعات الصباح، تجمع آلاف المحتجين ومقاتلي جماعة مسلحة عراقية أمام البوابة الرئيسية لمجمع السفارة الأميركية في بغداد، للتنديد بالضربات الجوية على قواعد للحشد. ورشق بعض المحتجين البوابة بالحجارة وهتفوا مرددين "كلا، كلا أميركا...
كلا، كلا ترامب"، وانتشرت القوات العراقية الخاصة حول البوابة الرئيسية لمنعهم من دخول السفارة. وكان زعيم كتلة الفتح النيابية هادي العامري، وزعيم جماعة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وزعماء فصائل مسلحة آخرون من بين المشاركين في الاحتجاجات، ووضعت رايات كتائب حزب الله على السور المحيط بالمبنى.