اماط العميد مختار النوبي، قائد محور أبين القتالي، اللثام عن الكثير من الحقائق حوال الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة كريتر مؤخرا، وما أثير حولها من لقط وتهويل وإشاعات وصفها بـ”المغرضة” أثارتها وسائل إعلام معادية للجنوب ولقضية شعبه بهدف ضرب تلاحم وتماسك القيادات الجنوبية وبث سموم الصراع لتحويل العاصمة عدن إلى ساحة قتال وصراع بين أبناء الجنوب حد قوله
. وأكد العميد مختار النوبي في حوار صريح أجرته معه “الأمناء” مساء أمس بأن قال فيها .. ” قضيتنا هي قضية وطن، قدمنا في سبيله قوافل من الشهداء والجرحى وليست قضية فلان أو علان، والجميع في خندق واحد خلف الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وأمامنا عدو حقيقي يتربص بنا من كل جانب وينبغي تسخير كل الجهود والطاقات لمواجهته والتصدي له وهو العدو الحوثي التي أثبتت الوقائع تحالفها مع الحوثي لغزو الجنوب واستنزاف التحالف العربي”.
ما الذي حدث في كريتر بالضبط؟
العميد مختار النوبي تحدث عما حدث في كريتر قائلا: “ما حصل في كريتر أمر مؤسف ولن يرضاه أحد يكن من كان، ونحن لن نكون إلا مع إرساء دعائم الأمن والاستقرار في العاصمة عدن وسائر محافظات الجنوب، وسنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الجنوب وزعزعة استقراره ” . وأضاف: “يجب أن يدرك الجميع أن مختار النوبي لم يحضر مع قواته لفك الحصار عن (إمام) كما يتم الترويج له بدافع العصبية أو ما شابه ذلك، فأنا لم أحضر إلا بعد أن تم إبلاغي وأنا في البلاد من قبل اللواء صالح السيد الذي اتصل بي وطلب مني المجيء إلى عدن لتهدئة الوضع وإقناع إمام بتسليم نفسه، وبعد حضوري تم إشراكي ضمن لجنة تهدئة الوضع المكونة من اللواء صالح السيد واللواء فضل باعش واللواء محسن الوالي، وقد تحركنا إلى منطقة الاشتباك وكان موقفي واضحا ومعلنا أمام الجميع بأن على (إمام) تسليم نفسه فورا ودون أي نقاش أو شروط، وأي شخص متورط بارتكاب أي جريمة أو أعمال عنف يتم محاسبته وفقا للقانون، يكن من كان ولا فرق عندي بين (إمام) أو أي شخص آخر يقوم بأي عمل يسيء للجنوب ويهدد أمنه واستقراره ” .
حصار لجنة التهدئة وتعرضها لإطلاق نار كثيف
وكشف العميد مختار النوبي عن تعرضه وبمعية لجنة التهدئة للحصار وإطلاق الرصاص لأكثر من ساعتين مما اضطرهم للاحتماء بأحد المساجد القريبة من موقع الاشتباكات في كريتر . ولأن مهمتهم تهدئة الوضع ووقف الاشتباك والحيلولة دون سقوط أي ضحايا من الطرفين أو المدنيين فقد التزموا بضبط النفس والتواصل مع الجميع بمن فيهم (إمام) لإقناعه بتسليم نفسه وأفراد جماعته ووقف إطلاق النار .
حضور “إمام” وموافقته على تسليم نفسه
أكد العميد النوبي بأنه وبعد إصرار من قبله اضطر (إمام) للحضور إلى مكان اللجنة للنقاش وأبدى موافقته لتسليم نفسه، إلا أن استمرار إطلاق الرصاص على المسجد الذي كانوا بجانبه حال دون إكمال النقاش، وبعد مغادرة أعضاء لجنة التهدئة للمكان واستمرار إطلاق النار ورفضه وصول أي تعزيزات من ردفان لفك الحصار عنه حفاظا على عدم حصول أي صدامات أو سوء فهم، تمكن من مغادرة المسجد والعودة إلى منزله بمدينة كريتر.
ما الذي حدث بعد ذلك؟!
وأشار العميد النوبي بأنه ذهب بعد ذلك للقاء الرئيس الزبيدي الذي قال بأنه كان حريصا كل الحرص على وقف إطلاق النار ويتابع أولا بأول مجريات الأحداث وتشديده على ضرورة حفظ الأمن والاستقرار وعدم إتاحة الفرصة أمام أي شخص أو جهة تسعى لإثارة الفوضى واتساع رقعة الاشتباكات . وأوضح بأنه حاول بعد ذلك التواصل بـ”إمام” لإبلاغه بضرورة تسليم نفسه إلا أن هاتفه كان مغلقا، وبعد اتصالات عديدة أجابه إمام ليبلغه بأنه لن يسلم نفسه بعد سماع أنباء مقتل شقيقه عواد لينقطع الاتصال بينهما بعد ذلك.
إين اختفى إمام؟
العميد النوبي أكد بأنه لن يتوانى وبمعية الأجهزة الأمنية في البحث عن “إمام” الذي اختفى بعد سماعه بمقتل شقيقه عواد، وقال بأنه ليس له علم حتى اللحظة بمكان تواجد “إمام” ، مضيفا بالقول: “سوف نقوم بواجبنا الوطني ولن نتوانى لحظة واحدة في متابعة وتعقب مكان تواجد (إمام) ومن معه من الذين شاركوا في أحداث كريتر، والقانون فوق الجميع وبدون استثناء”. وأضاف: “هناك من حاول الاصطياد بالماء العكر مستغلا صلة القرابة بيني وبين (إمام) لتوجيه سهامهم نحو مختار النوبي للطعن بوطنيته والتشكيك بنزاهته، وهذه الأمور لن تهز مثقال ذرة مني لأنني لم ولن أساوم بقضية شعبي ووطني، وسأقف ضد من يقف حجر عثرة أمامها أو يسيء لتضحياتنا وتضحيات شهدائنا أو يسيء للجنوب، ومواقفي ضد إمام ليست من اليوم والكل يدرك ذلك”. وأكد العميد النوبي أنه وقواته سوف يذودون عن الوطن الجنوبي، ويكونون سهاما في صدور أعداء الجنوب وكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الجنوب. وجدد العميد النوبي العهد والوفاء لدماء الشهداء وللقيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية – بأنه لن يتزحزح قيد أنملة على العهد الذي قطعه بمواصلة النضال حتى استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها قبل عام 1990م . وأكد العميد مختار النوبي أنه وجنوده كانوا ولازالوا وسيظلون كما عهدهم شعب الجنوب جنوداً أوفياء لتراب هذا الوطن يفتدونه بدمائهم وأرواحهم وستظل أسلحتهم موجهة إلى صدور أعداء الوطن الجنوبي، ولن تنال منهم حملات التشويه التي تقودها مطابخ الإخوان المفلسين وسيكون الرد عليها في ميادين القتال.
رسالة لأبناء الجنوب
وجه العميد مختار النوبي في ختام الحوار رسالة لأبناء الجنوب بأن لا ننجر وراء ما يروج ويخطط له العدو للإساءة للقيادات الجنوبية وضرب النسيج الاجتماعي الجنوبي ومحاولاته تفجير الصراع الجنوبي لكي يتسنى له تنفيذ مخططاته العدوانية والتي سوف تتحطم أمام صلابة وتماسك أبناء الجنوب وسيرهم خلف قائد وربان سفينتنا الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.